بقلم د. جاب الله أبو عامود: الإعلام والوعي العام

لعل من أهم وأخطر وسائل تكوين العقلية الجامعة للشعوب هو الإعلام؛ حيث إن ما يقدمه يبني وجدان الشعوب ويرسم خطاهم المستقبلية، فلا يخفى علينا ذلك الدور الخطير للإعلام وما يقدمه وقد لخصه (جوزيف جوبلز) وزير إعلام هتلر حيث قال: "أعطني إعلامًا بلا ضمير أعطِك شعبًا بلا وعي".


فسلاح الإعلام لا يقل خطرًا عن السلاح الناري بل وربما أكثر خطورة منه حيث يؤثر في أجيال بأكملها، فالإعلام الهادف يصنع رأيًا واعيا لا يقبل الظلم ولا تنطلي عليه المؤمرات والمكائد بل يجعل الطريق أمام الفرد والمجتمع واضحًا مما يسهل اختيار ما يجب اختياره وتجنب ما يجب تجنبه.

أما الإعلام المغرض فيصنع رأيًا عامًا متفككًا ومهزوزًا غير قادر على اتخاذ القرار السليم؛ حيث يبث أفكارًا مشوشة مغلوطة فيعتم الحقائق وينشر الجهل والتخلف مما يسهل عليه توجيه العامة بسهولة ويسر نحو ما يريد؛ لذا وجب على الدولة بحكم كونها الأمينة على المجتمع إذا ما أرادت تنميته والإصلاح فيه أن تمنح الدولة لهذا المجال مزيدًا من الحرية والديمقراطية التي هي كفيلة بأن تصحح مسار الإعلام وتجعله وسيلة قوية لرفع الوعي العام والحفاظ عليه.