بقلم د.جاب الله أبوعامود: من مفارقات 25 يناير
خاص سياسي
من العجيب أن عيد الشرطة وثورة 25 يناير في ذات اليوم، ويرجع السبب في ذلك أنه في عهد حكومة النحاس باشا ورئاسة فؤاد باشا سراج الدين لوزارة الداخلية أرادت قوات الاحتلال الإنجليزي دخول مدينة الإسماعيلية، ولكن تصدت لهم قوات البوليس وكان قسم شرطة الإسماعيلية -آن ذاك- هو النقطة المنيعة من دخولهم البلد، ولولا أن ساند المدنيون من أهل الإسماعيلية رجال الشرطة لما كان لهم النصر ومنع العدو، ولهذا أصبح 25 يناير يوم صمود الشرطة والشعب.. هو عيد الشرطة.
وفي نفس التاريخ ونفس الذكرى عام 2011 يثور الشعب وينتفض، ولكن هذه المرة ضد الشرطة التي ساندها بالماضي وجعل لها عيداً لما لقيه منها من قمع وذل وتعذيب، والسبب يرجع للسياسات التي اتُبعت من كل رئيس؛ ففي عهد فؤاد سراج الدين كان شعاره "نحن ننحاز للديمقراطية انحيازاً كاملاً ونؤمن بحقوق الإنسان وكرامته".
أما في عهد مبارك ووزيره العادلي تغيرات السياسات وكان شعاره "الشعب والشرطة في خدمة الوطن" والتي اقتصر فيها الوطن على العائلة الحاكمة ورجاله فيها، فثار الشعب وأسقط شرطته في نفس ذات اليوم الذي انتفض فيه الشعب ودافع عن الشرطة عندما كانت تخدم الوطن وتمثل الشعب.
والسؤال.. هل تعود أعياد الشرطة كما كانت في عهد فؤاد باشا سراج الدين؟ أي هل تعود العلاقة بين الشعب والشرطة في عهد الرئيس السيسي كما كانت مبنية على الاحترام والحب والسعي لقضاء حوائج الناس والدفاع عنهم.
خلاصة القول .. إن 25 يناير كان وسيظل رمزاً لإرادة الشعب وسيادته في الماضي والحاضر.