بقلم عبد الله الجنيد: ترامب .. هذا الخليج عربي
ترامب تحدث عن استراتيجيته تجاه الاتفاق النووي مع إيرانترامب تحدث عن استراتيجيته تجاه الاتفاق النووي مع إيران
"حلفاؤنا في الخليج العربي" هذه هي الجزئية الأهم في كل خطاب الرئيس دونالد ترامب بمناسبة المراجعة الفصلية للاتفاق النووي مع إيران.
ولم تتأخر الدول الخليجية في الرباعية العربية لمحاربة الإرهاب وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين عن إعلانها الفوري بتبني ما ذهبت إليه الولايات المتحدة في مواجهة التهديدات الإيرانية المباشرة لأمن واستقرار المنطقة بكل الأدوات.
وقد اختبرت الولايات المتحدة الأميركية عن قرب وبكل الأشكال الإرادة الوطنية الجديدة الملتزمة بحماية مصالحها القومية وإجراء التحولات المدنية في آن واحد.
أيضا، تصنيف مؤسسة الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وتكليف وزارة الخزانة الأميركية بالتتبع الاستخباري المالي لكافة أنشطة هذه المؤسسة ليطال ذلك التصنيف الأفراد وحتى الحكومات المتعاملة معها. وتأتي هذه الخطوة بعد أقل من أسبوع من تصنيف حزب الله منظمة إرهابية مما يشير إلى الانتقال من تقليم أظافر إيران إلى قطع أصابعها انطلاقا من الحرس الثوري .
استراتيجية إعادة الاستقرار التي أعلن عنها في قمة الرياض اكتملت مكوناتها الأساسية اللازمة الآن، لذلك يتم التحضير للانتقال من مرحلة الاحتواء إلى مواجهة مصادر التهديد بكل أشكاله، وسيكون للثلاثي الخليجي دور رئيسي بقيادة المملكة العربية السعودية.
لكن يبقى إدراك قيمة التحول الحقيقي في الموقف الأميركي استراتيجيا من حلفائها بدول الخليج العربية ألا وهو قول الرئيس ترامب "الخليج العربي". حيث يجب أن يقرأ في ذلك كثيرا ، فالرئيس ترامب يبدو أنه يبارك إعلاناً مرتقبا قد يحتم تغير مسمى "الخليج الفارسي" إلى مسماه التاريخي أي الخليج العربي.
ويجب تتويج جملة التحولات في البرامج الوطنية خليجيا بالإعلان عن الاتحاد الخليجي لأن الاستمرار بقبول تعطيل الإعلان عنه هو دعوة مفتوحة ليس لإيران فقط بل لكل شذاذ الافاق لامتحان إرادتنا الوطنية .
الاتفاق النووي إنجاز سياسي كان العراق أكبر قرابينه والعالم العربي قسائمه الموزعة بين دول الطوائف، لذلك إن كان لهذا الاتفاق أن يكتب من جديد ليكن، لأننا نحن من تحاول إيران اختطاف أمنه. وإن كانت كلفة ذلك حرب مباشرة مع إيران فيجب أن لا نتوانى في ذلك.
فالعالم يحترم فقط من يفرض احترام الآخرين له، و كما قال أمير الدبلوماسية العربية المرحوم الأمير سعود الفيصل "نحن لسنا دعاة حرب ، لكن إن قرعت طبولها نحن لها"، و يجب أن تصل هاتان الرسالتان للعالم الآن، أولها إعلان الاتحاد الخليجي ثلاثيا، و ثانيهما، هذا الاتفاق النووي باطل لأن ضماناته غير كافية.
أخيرا ، فإن قرر حليفنا الأميركي استهداف الحرس الثوري خارج إيران وتحديدا في مناطق النزاع في سوريا والعراق فيجب إن نكون معه في ذلك.