بقلم إسلام نجم الدين: السياسه الخارجية المصرية في عهد السيسي

بقلم-إسلام-نجم-الدين
بقلم-إسلام-نجم-الدين

قد يسالني البعض لماذا تري ان السياسه الخارجية للرئيس السيسي هي افضل نقاط قوة السيد الرئيس رغم ان هناك انجازات فى كل النواحي في مصر وتبقي الاجابة  ان كل ما يدور في المنزل من ترتيبات وامور  لا يراها الغرب الا في صورة تسويقنا الخارجي لها وهو ما يسعي اليه الرئيس السيسي حتي وان حاول احد ان يطل متسلسلل من منافذ غير شرعيه علي داخلنا يتصدي له الرئيس بوسائل مخصصة تستخدمها مؤسسة الرئاسة.


الرئيس السيسي اعتمد علي اسلوبين في العلاقات الخارجيه  اولهما  كان كسر الطوق الخاص بالتبعيه النسبية للولايات المتحدة الامريكية فأنتفتح علي روسيا الاتحاديه والتقي بالرئيس الروسي بوتين هناك في موسكو و استضافه في القاهره و تجري بين الدولتين من التنسيقات السرية اكثر منها علانية ساهمت في مواقف كثيره في الشرق الاوسط قد لا يعي الكثير انها ترتيبات مشتركه مثل التهديئات في سوريا و اليمن و بعض نقاط الاشتعال في ليبيا وغيرها والتقي بالرئيس الصيني في بكين و استضاف وفود صينيه في مصر واستطاع اقناع الصينين والروس والاوروبين بالاستعداد للاستثمار في محور قناة السويس وجعل فرنسا شريكا عسكريا يتلهف لزياده التعاون العسكري مع مصر بعد الاستيعاب السريع من الجيش المصري للمعدات الفرنسية الممثله في مقاتلات الرافال و حاملة الهيل ميسترال والجويند و الفريم. 

والاسلوب الثاني كان طرق ابواب الدول المعادية لمصر و العمل علي تحييدها علي الاقل ثم تحويلها الي صديق فكانت المانيا اول تلك المحطات والعمل علي مواجهه ميركل وصناع القرار الالمان واعاده تفسير ما يحدث والحرص علي كشف خفايا التعامل الاخواني مع الامور و تصحيح الصورة لميريكل والاستفاده  من العلاقات الامنيه بين المانيا ومصر والعلاقات العسكرية خصوصا الصفقه العسكرية الخاصه بالغواصات تايب 209 التي تعاقدت عليهم مصر في فتره المجلس العسكري و استطاع الرئيس تحييد المانيا وايقاف الدعايا الاخوانية هناك والعمل المشترك مع الالمان,وتكرر نفس هذا الموقف مع انجلترا فى عقر دارها.
 
والمتابع للسياسه الخارجية المصرية انه رغم اعلان مصر ان امن الخليج هو جزء لا يتجزأ من امنها القومي و برهنت علي ذلك بأشتراك قطع من البحرية المصرية والقوات الجوية المصرية في مهام التحالف العربي لدعم الشرعيه في اليمن و تقوم بمهام منع تهريب السلاح من ايران للحوثيين الا انه رفض الموقف السعودي في سوريا ولا حتي توسيع الاشتباكات فى اليمن والاشتراك بقوات برية واعلن مرات كثيره ان اي اعتداء ايراني علي المملكة هو اعتداء علي مصر ولن تقف مصر مكتوفه الايادي بل ونفذت مصر مناورات عده في السعوديه والامارات والبحرين  والكويت لتأكيد الجاهزية المصرية لحماية الامن القومي لحلفاءها في الخليج وهو ما ظهر في التنسيق الرباعي ضد التداخلات القطرية.
 
وفي الملف الليبي اثرت مصر ان  توفق بين المتصارعين ولا تزال تعمل علي ذلك لكن تضخم شوكه الجماعات الارهابين و محاولتهم التأثير علي مصر مرة بقتل الاقباط المصرين في سرت و مرة باستهداف اتوبيس المنيا بعناصر مدربة في ليبيا واستهداف الكنيسة البطرسيه في القاهره والكاتدرائية وطنطا جعلت مصر تستخدم قواتها الجوية في تنفيذ ضربات اقصائيه جراحيه لضرب التنظيمات ودعم الجيش الوطني الليبي لاسترداد الشرق الليبي و الجنوب ويطالب العالم برفع حظر التسليح عن الجيش الللييبي والعمل علي تهيئة الامور لحل متكامل.
 
وفي الملف الاثيوبي  لان الاجهزة المعلوماتية المصرية منذ كان الرئيس وزيرا للدفاع تعلم كل المؤامرات المتشابكه في اثيوبيا والخرطوم واتفاقهم مع تل ابيب و الدوحه و انقرة في التعنت ضد مصر وهو ما سعت مصر الي تحجيمه من خلال خطاب اعلامي مصري مميز اننا نسعي الي شراكه تنموية ورغم التوافق السوداني الاثيوبي اعملت مصر الدبلوماسية العلنية والسرية احيانا كمؤشر اساسي الي علاقتها مع تأكيد مصر انها لن تسمح بالاضرار بمصالحها المائية دون التخلي عن اي من حلولها الاستراتيجية 
وفي الملف الفلسطيني قامت مصر بأنجاز خطوه  كانت صداع في مصر و ميؤس منها عربيا و صالحت بين حماس وفتح واعادت فتح للقطاع من خلال حكومة الوحده الفلسطينيه لتضع الكيان الاسرائيلي في مأزق تجاهل كل الدول العربية و المصالحه والا  خسرت تعاطف العالم وهو ما لا تريده في هذه اللحظه .

في نهاية الامر نستطيع وصف السياسه الخارجية المصرية انها اعلاء لمصالح مصر الاستراتيجية عن الرؤية الضيقه للصراعات والنزاعات الاقليمية