بقلم د. محمد نبيل: آلهة الحرب تتحدث
خاص سياسي
كان ولا يزال التاريخ معلما لمن اراد ان يتعلم فالذى يدرس حركة الحروب في العالم القديم والحديث يكتشف بكل بساطة انه دائما ما حركت الجغرافيا عجلة التاريخ فالسيطرة على المواقع الحيوية للتجارة العالمية وتأمينها وكذا جغرافية الموارد الطبيعية التى تبرز توزيع تلك الموارد فى العالم، طالما حركت الحملات العسكرية تحت مسميات مختلفة للتغطية.
فتارة تكون تحت دعوى دينية واخرى مذهبية و احيانا تتجمل تحت دعاوى حماية الاقليات والديموقراطية وحتى اذا لم تتوفر تلك الدعاوى يتم تصنيع اعداء وتضخيم قدراتهم اعلاميا ليكون مواجهتهم امر لا مفر منه لحماية السلام العالمى ففى الستينات وما بعدها حتى سقوط الاتحاد السوفيتيي القديم كان الاتجاه الى تسويق خطر العدو الشيوعى بقادة روسيا و حلفائها.
والان تحول الى مواجهة الارهاب الذى زرع فى منطقة الشرق الاوسط تلك المنطقة التى ما زالت تختزن الكثير من الموارد غير المستغلة ويتم تضخيم هذا العدو ليكون ظاهرة تستوجب التدخل العسكرى والسياسى ايضا.
وعالم مليء بالحروب علي انواعها هو سوق جيدة لتجارة السلاح والتي تدار بالمليارات – تجارة لها من التأثير الشىء الكثير علي سياسات وتوجهات دول بل ولاتتورع عن تجربة منتجاتها علي شعوب ودول ويتحول بعدها الانسان الذى هو صنعة الرب الى مجرد رقم بدون اسم في كشف القتلي او الجرحى و المهجرين. أن الهة الحرب عندما تتحدث تمحى دول وتخرب مدن ويتشرد الملايين بل وتضيع الكرامة الانسانية. وفى نفس الوقت تحى صناعة و تزدهر تجارة وينمو اقتصاد على الجانب الاخر.