بقلم د. محمد نبيل: المواطن هو المشروع القومي الجديد

مرت مصر فيما بعد ثورة 25 يناير بأحداث كادت أن تعصف بأركان الدولة – تكاثر فيها الطامعون والحالمون من الخارج والداخل ليخطفوا مصيرها – وإن كان هذا يحدث دائما في المراحل الفارقة ما بين سقوط نظام ونشوء أخر. إلا أنه يحسب لمصر يقظة أبنائها الوطنيين وسرعة تماسك مفاصل الدولة بعد تلك المرحلة – لتصبح أمام حقائق أخري وهي تدني البنية التحتية و التماسك الاجتماعي الذي يمكن أن يبني عليه قوام الدولة من جديد.


وأمام تلك الحقائق كان لابد من إعادة البناء والأعمار مهما كانت التكلفة والعناء – أملين أن نقدم نموذجاً أولياً لدولة مستقرة جاذبة للاستثمار.

والأن وإن كنا قطعنا شوطاً كبيراً في ذلك إلا أن جميع برامج الحماية الاجتماعية والأقتصادية للمواطن لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها.. فالمواطن مازال تحت ضغط عجلة الأصلاح التي يدفع ثمنها من أمنه الاقتصادي، فالمشاريع القومية التي تمت و الجاري انهائها مازال المواطن بعيداً عن تلمس أثارها لذا لابد في الفترة القريبة القادمة أعتماد خطة قصيرة الامد تستهدف المواطن نفسه مباشرة.

فعلي سبيل المثال هناك الكثير من المصانع المغلقة لأسباب كثيرة وخطة إعادة تشغيلها غير مفعلة – وبنظرة علي تلك المشكلة نجد انه يمكن إعادة تقييم أصول تلك المصانع وإعادة جدولة ديونها ووضع تسويات للقضايا العمالية العالقة وطرح هذه المصانع للاكتتاب العام بالضوابط الوطنية الخاصة – لضخ سيولة للادارات الجديدة لتلك المصانع لتحديث الماكينات وإعادة الأنتاج وتشغيل العمالة مرة أخري وتوفير المنتج المصري لتقليل الفجوة الأستيرادية 

وبالتطرق الي مشكلة الأمن الغذائي التي تضغط مباشرة علي الأسرة المصرية – نجد أن الاتجاه للتوسع في معارض السلع المدعمة  يحل المشكلة للمواطن مؤقتاً إلا أنه ليس حلاً نهائياً.

حيث انها لن تستطيع تغطية السوق المصري بالكامل – إنما أعتماد توجه الدولة التي خفض تكلفة دورة الأنتاج بتقليل الرسوم الخاصة بأستيراد مستلزمات الأنتاج – وأن يكون ذلك أنتقائيا للمنتجين المنتظمين في سداد التزاماتهم الحكومية دول كثيرة تقوم بذلكك الأجراء لدعم المنتج والمصدر المحلي مثل الصين وغيرها  مع أحكام الرقابة علي السوق ووضع تشريعات خاصة لمحاربة أحتكار السلع – مع الوقت سنجد أنه تمت السيطرة علي السوق وضبط الاسعار 

إن الفرد هو الهدف الأسمي لأي دولة  بل وتنميته وحماية أمنه الأقتصادي أولوية أولي – حتي تنهض مصر بسواعد أبنائها