بقلم د.جاب الله أبوعامود:هل ليناير من عودة؟
خاص سياسي
خلال أيام قليلة تحل علينا الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير.. تلك الثورة التي كان شعارها (عيش – حرية – عدالة اجتماعية)، فهي كانت تعبر عن لسان حال الشعب؛ العيش رمز للحالة الاقتصادية المتردية التي شهدتها البلاد من عدم توافر الغذاء في أبسط صوره للشعب، الحرية رمز يعكس الحالة السياسية للبلاد وما كانت تعيشه من تضييق وديكتاتورية كادت تخنق البلاد ومن يعترض أو يعارض يناله السجن والقهر والتعذيب، عدالة اجتماعية رمز للحد من التفاوت البيّن بين طبقات الشعب وسوء توزيع الثروات الذي قضى على الطبقة المتوسطة التي تمثل عامة الشعب.
ومما لاشك فيه أن لتحقيق تلك المطالب المشروعة والنبيلة لابد من ثورة.. فقامت ثورة يناير والتي كانت تستوجب أن تتبعها ثورة قانونية للقضاء على مراكز القوى التي نهبت البلاد وجعلتها ملكية خاصة لهم، وقد كان باطلهم قانونيًا؛ فالدولة بسلطاتها (التشريعة – التنفيذية – القضائية ) كانت مختطفة تخضع لتصرفاتهِم وأهوائهم مما يستلزم للتصحيح تنقيح وتعديل القوانين، خاصة وأنه كانت هناك خطوات للإصلاح لايمكن إنكارها حتى وإن لم تنعكس آثارها على الشارع حتى الآن، فالوضع الاقتصادي سئ للغاية وأسعار اللحوم والدواجن درب من الخيال حتى أسعار الخضروات لم تعد في متناول الجميع، وهذا حتماً من توابع النظام الفاسد الذي يحارب أي محاولة للنهوض بالدولة.
ولكي ننجو من هذه المكائد ونكسر قيود دولة الفساد ونحطم سور سجنها العالي الذي بني وحصن منذ أكثر من ستين عامًا فلابد أن نستحضر روح ثورة يناير من عزيمة وأمل وجد في العمل، فلم تقم هذه الثورة لأجل القتل والحرق والتخريب ولم تستهدف الخوف والفزع وما كان لشهدائها أن يضحوا بأرواحهم إلا سعيًا للإصلاح ورغبة في غد أفضل لمصر حتى وإن لم يعيشوه.
فكفاح الشعوب من أجل ترسيخ القيم والمبادئ لا يعني رفض الواقع بهدم وتخريب الدولة، بل يعني السعي بمطالب اليوم لتصبح حقوق الغد وربط كفاح الماضي وسعي الحاضر بأمل المستقبل، هكذا كانت ثورة يناير وهذا حالها.
ويبقى دائماً سؤال.. هل ليناير من عودة ؟!