بقلم د.جاب الله أبوعامود: أكتوبر ملحمة شعبية
خاص سياسي
ما زال نصر أكتوبر يمثل نقطة تحول في وجدان الشعب المصري وتكوينه وذلك ليس بسبب المعجزة العسكرية من تحطيم خط بارليف والقضاء على أسطورة الدولة التي لا تقهر فحسب، بل لما مثله ذلك الانتصار من توحيد الإرادة الشعبية التي هي في رأي أهم وأعظم من أي تفوق أو انتصار عسكري؛ حيث اتحد الشعب حول هدف قومي وتوحدت جهوده لتحقيق النصر، فكان النصر المعنوي أسبق وأعظم من النصر الحربي.
ففي أيام الحرب لم تحدث مخالفة واحدة ولم يدون محضر في قسم شرطة، بل الجميع كان يسعى بكل ما لديه لتحقيق النصر.. فنجد من يذهب للتبرع بالدم ومن يذهب للتبرع بما لديه من مال فكانت بحق ملحمة شعبية.
فقيادة الرئيس السادات -بطل الحرب والسلام- نجحت في خلق مشروع قومي قوي التفت حوله الإرادة الشعبية نحو إحراز النصر، فكان النصر من الله تعالى استجابة لإرادة الجامعة للشعب فاستحق بذلك السادات حباً دام وسيدوم بدوام هذه الأرض وحقق ما لم تستطع قوة عسكرية على وجه الأرض أياً ما كانت تحقيقه بالإرادة الشعبية.
فالانتصارات تكون بإرادة الشعوب متى اتحدت، وليست بالقوة والسلاح العسكري؛ فعندما ننتصر على خلافاتنا قبل العدو كان النصر، يقول تعالى (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).