بقلم إبراهيم شعبان: سوريا .. العرب يعودون دون اتفاق!

بقلم إبراهيم شعبان: سوريا .. العرب يعودون دون اتفاق!
بقلم إبراهيم شعبان: سوريا .. العرب يعودون دون اتفاق!

السياسة هي فن المصلحة، ولا يمكن لأي مهتم بالشأن السياسي العربي أن يرى إقدام كل من الإمارات والبحرين على إعادة فتح سفارتيهما في العاصمة السورية دمشق ويقول إن هذا تصرف سياسي خاطئ.


بالعكس هي مبادرة عربية تستحق التوقف والدراسة.

فما جرى في سوريا خلال السنوات الـ 7 الماضية لا يمكن تجاهله بإعادة فتح السفارات واستئناف الرحلات الجوية.

ويمكن النظر للتطورات في سوريا من جانبين:
الأول يتعلق بما جرى في سوريا من الناحية السياسية والأمنية وفي الداخل السوري، وما تأثر به المواطن السوري ذاته من جراء هذه الثورة التي سرعان ما اتخذت طابعًا مسلحًا بمجرد بدئها.

ولم يعد الثوار السوريون وحدهم في الميدان، ولكن لحق بهم إرهابيو الدواعش وجبهة أحرار الشام وجبهة النصرة و70 ميليشيا إيرانية وعراقية ولبنانية سارعت للتدخل في سوريا.
أصبح المشهد السوري مزدحمًا بثوار ودواعش وإرهابيين ونظام متشبث بالسلطة عمل على توسيع دائرة تحالفاته منذ اللحظة الأولى بالإيرانيين والروس.

أما الجانب الثاني فيتعلق بالعلاقات العربية مع النظام السوري، بعدما جرى تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية بمقترحات خليجية قطرية آنذاك، واليوم تعود أيضًا من البوابة الخليجية وعبر قرارين منفردين للإمارات والبحرين.

الحاصل أنه ينبغي أن يكون هناك تأسيس على ما جرى ولا يصح تجاهله، بمعنى أن تستغل الدول العربية التي أعادت فتح سفاراتها في دمشق عودتها مرة ثانية للساحة السورية وتكون هناك مشاركة من جانب مجلس التعاون الخليجي -أو من جانب الإمارات والبحرين على الخصوص- في عملية التسوية السياسية التي تجرى بعض جلساتها واجتماعاتها في جنيف وغيرها.

يجب أن يكون هناك حضور عربي، وهذا ليس تدخلًا في الشأن السوري، فقد أصبح مشاعًا والكل يتدخل إلا العرب، فتركيا وإيران وروسيا وغيرها تتدخل وتجتمع لمناقشة الشأن السوري.

ولا يجب أن تكون العودة لسوريا على حساب ملايين السوريين الذين عانوا بين نظام تعامل معهم بمنتهى القسوة وثوار توزعوا بين فرق شتى وإرهابيين استغلوا المشهد أسوأ استغلال.

هناك تسوية ولا يجب ان تقتصر حلقاتها بين ممثلي الدواعش وأحرار الشام والنظام السوري، ولكن تكون هناك حصة لأهالي سوريا ولـ 6 ملايين سوري فروا منها للخارج، ولنحو 600 ألف جرى قتلهم وسحقهم ولعشرات المدن التي سويت بالأرض.

الأسد خرج منتصرًا، ولا يمكن المداراة أو الالتفاف، لكن الظهور العربي الآن قد يكون مدخلًا للنظر في حقوق ملايين السوريين.

لا ينبغي أن يكون انتصار الأسد أو هزيمة الثوار أو سحق الدواعش على حساب الحقوق السورية الأصيلة، خصوصًا أن هناك اتفاقًا على إعداد دستور جديد لسوريا، ولا بد أن تراعى حقوق الجميع، موتى وأحياء ولاجئين.

كما ينبغى أن تكون هناك تحركات رسمية عربية، سواء على المستوى الخليجي أو العربي، للعودة بصورة متزنة لسوريا.

أما حكاية مدى إمكانية تصدي العرب لإيران وللمشروع الإيراني داخل سوريا انطلاقًا من هذه العودة فهذه قصة أخرى؛ لأن سوريا أصبحت إيران أو بالأحرى إحدى محافظاتها الكبيرة، وهذه هي الحقيقة بكل اختصار!.