مقال بقلم د/ ياسر حسان: سيد "أبو شقة".. أنا سياسي مش موظف

الدكتور ياسر حسان اقتصادي وقيادي بحزب الوفد المصري
الدكتور ياسر حسان اقتصادي وقيادي بحزب الوفد المصري

ما بين قرار الهيئة العليا الحالية بقبول العدول عن استقالتي وقرار "أبو شقة" المخالف بقبول الاستقالة، تقف لائحة الحزب عاجزة أمام كل الانتهاكات المتكررة لرئيس الحزب، لكنني لن أقف عاجزاً ولن أسحب نفسي لمعارك تتعلق بكوني عضواً في الحزب أم لا؛ فاستناداً لنصوص اللائحة وطبقاً لتاريخ العدول وتاريخ الإخطار الرسمي وإقراراً لحقيقة علاقتي الممتدة بالحزب وبأعضائه.. فأنا وفدي شاء من شاء وأبى من أبى.


 لكن هذه الاحداث المتتالية تذكرني بواقعة أرويها لأول مرة، يعرفها البعض لكني لن أضع أطرافها في حرج وأترك لهم حرية أن يتحدثوا عنها عندما تسمح ظروف عملهم، وأعتقد أن مقالي هذا لن يكون ايضاً خارج متابعتهم.

في أواخر شهر يوليو الماضي كنت في رحلة خارج مصر ووصلني خبر مجهول المصدر في أحد المواقع الإلكترونية يتعلق بعضويتي في الحزب، وقررت أن أصدر بيانًا للحزب حول هذا الوضع المريب، وتلقيت اتصالًا من أحد الصحفيين الذي أكن له تقديراً خاصاً يطلب أن يتدخل مع رئيس الحزب لإنهاء أي خلاف، ولم أمانع في ذلك.

عاود الصحفي المحترم الاتصال بي ليقول إن "أبو شقة" يرحب بعودتي لكن قبل انتخابات الهيئة العليا مباشرة، فقلت له أنا عضو ولا أنتظر موافقة أحد، كما أنني لا أفهم علاقة هذا بذاك، إنها مراوغة غير مقبولة، فطلب مني الانتظار حتى أعود إلى مصر، وفعلت.

وفور عودتي طلب مني الصحفي المحترم لقائي ليخبرني برسالة من رئيس الحزب، ورحبت طبعاً. وكانت فحوى الرسالة أن هناك عرضًا لي من "أبو شقة" بأن اتبرع "بمليون جنيه" مقابل أربعة مناصب؛ وهي التعيين في الهيئة العليا، ومنصب مساعد رئيس الحزب، فقاطعت الحديث وأكملت: "وكرسي في قائمة الانتخابات القادمة، وكرسي في قائمة المستشار في الهيئة العليا القادمة".. فقال لي: "بالضبط".

فقلت له: "أنا أول من استقال من كل المناصب في الحزب، ورفضت تعيين رئيس الحزب السابق لي في الهيئة العليا، ولا أنتظر قائمة المستشار لأنجح في الهيئة العليا، أما قائمة مجلس النواب؛ فالسيد "أبو شقة" يعد بما لا يملك"، ثم سألت الصحفي المحترم "هل ترضى لي بذلك؟" فقال لي: "لا.. لكني أنقل فقط الرسالة بكل أمانة"، فقلت له: "بلغ السيد "أبو شقة" أنني أعطيت للوفد عن حب ورضا أكثر من هذا المبلغ بكثير، في حين رفض "أبو شقة" دعم الحزب من ماله في أحرج الأوقات، ولم أنتظر يوماً منصباً، فقد حُرمت في عهد رئيس الحزب السابق وعهد "أبو شقة" من أي منصب في كل اللجان المركزية، وقت أن كانت توزع رئاسة اللجان مع توقيع استمارة عضوية الحزب، ولم أشتكِ ظلمي أو ضجري، وترشحت لرئاسة الحزب وأنا خارج الهيئة العليا ولا أترأس ايضاً أي لجنة من لجان المحافظات، وأرجو أن تبلغ السيد "أبو شقة" عن لساني أني "سياسي مش موظف ".

لقد حول السيد "أبو شقة" معظم "المواقع التنظيمية" في الحزب إلى "مناصب إدارية" يشغلها أهل الثقة أو أهل المال، ولن أجادل في هذا لان الأداء هو الذي سيحكم على أهل الثقة، والتبرع من أهل المال شيء محمود ومحل تقديرنا، لكن سؤالي إلى السيد "أبو شقة" نفسه.. إذا كان كل منصب يلزمه تبرع بالملايين فكم يساوي منصب "رئيس الوفد"؟.. أعتقد أن "عشرة ملايين جنيه" رقم زهيد في ثروة السيد "أبو شقة"، وهو كان قد وعد بأنه سيتبرع من ماله الخاص للحزب، وأنا وكل الوفديين في انتظار تنفيذ هذا الوعد.. فوعد الحر دين.