مقال بقلم د/ ياسر حسان: ما الفرق بين مسلسل الجماعة ١ ومسلسل الجماعة ٢؟

الدكتور ياسر حسان مساعد رئيس حزب الوفد ورئيس لجنة الإعلام
الدكتور ياسر حسان مساعد رئيس حزب الوفد ورئيس لجنة الإعلام

ما الفرق بين مسلسل الجماعة ١ ومسلسل الجماعة ٢؟ رغم أن الكاتب هو نفسه (وحيد حامد) .. ما الذي حصل للنحاس باشا الذي كان يصفه الكاتب نفسه في الجزء الآول بأنه ليس رئيس للوفد بل زعيم للأمة .. ليتحول في الجزء الثاني إلي شخص يسعي لتقبيل يد الملك..


الإجابة عندي هي أن وحيد حامد في الجزء الأول الذي أنتج قبل ثورة يناير كان يخاطب الشعب فلجأ إلي الحقيقة أو الأقرب إليها من حيث المنطق والعقل .. أما في الجزء الثاني فمن الواضح أنه كان يخاطب النظام فحاد عن الحقيقة واستعان بأضعف الروايات إلى العقل أو المنطق مادامت تخدم مآربه ..

لمن لا يعرف علاقة الملك بالنحاس .. عليه أن يراجع تفاصيل هذه العلاقة العصبية بين الرجلين .. ففي أحد وزارات الوفد تقدم أحد الوزراء إلي الملك لحلف اليمين فناداه النحاس بلقب باشا ولم يكن الملك قد منحه اللقب .. فقال الملك للنحاس باشا أنه لم يمنحه لقب باشا .. فرد النحاس بحزم منحته أنا اللقب فأنا رئيس الوزراء ولسان حال جلالتكم (وكان من العرف أن الوزير إذا دخل في وزارة الوفد يحصل علي اللقب احتراماً للمنصب وقد حصل فؤاد سراج الدين علي لقب باشا عندما أصبح وزيراً رغم صغر سنه وليس بسبب أملاكه أو ثرائه) ..

وفي رواية أخرى عن أحد لقاءات الملك علي العشاء مع قادة الأحزاب وقتها .. وأراد الملك التقليل من شأن الوفد بسبب بعض الاستقالات والانقسامات في الوفد (علي فكرة ديه أحداث متكررة منذ تأسيس الوفد) .. فرد النحاس بإنفعال وشئ من العصبية مدافعاً عن الوفد وضرب الطاولة فسكب بعضاً من الطعام الذي أمام الملك .. لم يكن النحاس باشا في حاجة ليقبل يد الملك .. لأنه (النحاس) كان أكثر شعبية منه .. وكان الملك يغار من هذه الشعبية بل ويكن العداء للوفد وللنحاس شخصياً الذي ظل زعيماً للأمة ما يقارب ربع قرن ..

هذه الروايات بالطبع معلومة للكاتب وغيرها الكثير .. في النهاية يمكن أن نختلف مع أي كاتب ونناقشه وننتقده ونتحاور معه.. فقط عندما يرغب في أن يرى الحقيقة من وجهة نظره هو .. وليس عندما يرغب في أن يري الحقيقة التي زيفها والتاريخ الذي زوره .. ليسوق لنا فكرة أنه إذا كان زعيم الأمة قد قبل يد الملك .. فنحن علينا أن نقبل يد النظام.!!