مقال بقلم د/ ياسر حسان: هل أسقط الوفديون قيادتهم في انتخابات الهيئة العليا؟
خاص سياسي
كيف سقط اللواء محمد الحسيني -أمين صندوق حزب الوفد الأمين على مقدراته- وكيف سقط اللواء أحمد الفولي الشخصية الدولية المرموقة؟ كيف سقط اللواء محمد إبراهيم واللواء أمين راضي وكل من يحمل رتبة لواء باستثناء مرشح وحيد؟ كيف سقط الدكتور حاتم الأعصر ومحمد السنباطي والدكتور صابر عطا الذي رفض الحزب الوطني وانضم للوفد وهو نائب مستقل؟ كيف سقط محمد شردي ومصطفى رسلان وليلي أحمد أبو إسماعيل بتاريخ عائلاتهم الكبير في الوفد؟ كيف سقط طلعت السويدي النائب الوفدي الوحيد المنتخب الذي يرأس لجنة في البرلمان، وفتحي مرسي نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية؟ كيف سقط كل شباب الحزب ولم ينجح منهم أحد؟
الوفديون لم يسقطوهم، مَن أسقطهم هم المضافون للجمعية والذي بلغ عددهم أكثر من ١٥٠٠ عضو جديد للهيئة الوفدية الناخبة رغم أن الفارق بين انتخابات رئاسة الوفد وهذه الانتخابات حوالي ٧ أشهر فقط، والأغرب أن بعضهم انضم مع قدوم "أبو شقة" لرئاسة الوفد وأصبحوا الآن أعضاء في الهيئة العليا للحزب، والبعض الآخر انضم للهيئة الوفدية بعد أيام من انضمامه للوفد، مَن أسقطهم حل الهيئة العليا المخالفة للائحة والدعوة الباطلة لانتخاب الهيئة العليا الحالية والتي ستدخل التاريخ ضمن أغرب المخالفات للوائح، مَن أسقطهم أموال التبرعات التي وُزعت لإنجاح أفراد وإسقاط آخرين وهو أمر معروف داخل أروقة الحزب وخارجه، وهو الأمر الذي رفضه أمين الصندوق لأنه مخالف للوائح الحزب المالية فأسقطوه، مَا أسقطهم أنهم جميعهم قرروا أن يكونوا في الجانب الآخر في حملة الرئاسة الماضية للحزب فدفعوا الثمن.
لم يتنكر الوفديون لقيادتهم ولم يسقطوهم، لكن أصواتهم تاهت وسط أصوات المستوفدين الذين تمت إضافتهم للهيئة الوفدية وكثير منهم لا تتماشى مؤهلاتهم وخبراتهم مع اللجان التي أضيفوا إليها، وذلك من أجل مهمة واحدة فقط، هي مذبحة التاسع من نوفمبر لإقصاء هؤلاء، في يوم من أسوأ أيام الوفد.. ستكتبه الأجيال القادمة وسيتذكره التاريخ طويلاً.
لا أعفي كل من شارك في المسئولية في الشهور الستة الماضية عن كل ما حدث، وعن السكوت بل والمشاركة في كثير من تلك الأخطاء والمخالفات، ولا أعفي من قبل الأسانيد القانونية الضعيفة والبيانات المبتورة والادعاءات الوهمية عن أنهم قدس الأقداس في فهم القانون، وصمتوا على انفراد رئيس الحزب بالقرارات والتعيينات وأحياناِ التهديد والفصل، ولا أعفي كل سمح بإقصاء الشباب عن حقهم في الهيئة العليا، وأن تُباع مناصب الوفد في مزاد لمن يدفع "أكثر" لا لمن "يقدر" أكثر.
قد يكون وصول "أبو شقة" لرئاسة الوفد هو أسوأ سيناريو للوفد منذ عودته، هذه قناعتي ووجهة نظري وحريتي في تقدير الأمور كوفدي.. شاء من شاء وأبى من أبى، لكن كما قال سيدنا عمر رضي الله عنه "لو أن بغلة تعثرت في العراق لسُئل عنها عمر" فمن المؤكد أن الله سوف يسأل ويحاسب كل يد ظلمت آخرين وساعدت آخرين وقتلت الحق الإلهي في تكافؤ الفرص والمنافسة الشريفة.