بقلم إسلام نجم الدين: داعش ولوبان والهدية المنتظرة
قبيل أسابيع من الانتخابات الفرنسية كانت جان ماري لوبان فى خطوة متأخرة وكان التركيز علي فيون ومرشح الوسط والصراع بينهم علي اعتبار أن أفكار اليمين المتطرف لا تلقي قبول كبير فى بلاد النور لان عدد المسلمين فيها يتجاوز ال 5 مليون مسلم مسجلين غير ما هو غير معلوم وأي معاده صريحة للإسلام ستدفع فرنسا سعره غالي حتي أن فيون ركز علي إجراءات ضد جماعه الإخوان المسلمين وليس المسلمين عامة.
وكان خطاب لوبان مزعج للحكومة الفرنسية التي تحتفظ بعلاقات قوية مع الدولة المصرية والسعودية وهموا أكثر الدول الإسلامية نفوذ ديني و علاقة متوترة قليلا مع تركيا راعيه الإخوان المسلمين وعلاقات وثيقة مع العالم الإسلامي ودعت بشكل واضح إلي عدم انتخاب جان ماري لوبان غير أن العمليات الإرهابية الأخيرة في باريس مع استدعاء صورة عمليات الفوضي التي أحدثتها انتفاضات سكان ضواحي باريس من خلال ماري لوبان وجهت قطاع من الناخبين الفرنسيين الي التصويت الجماعي للوبان و استدعاء تصريحات والدها وقت منافسته مع شيراك؟
وفعلا تغلبت جان ماري لوبان علي منافسيها ودخلت انتخابات الإعادة مع مرشح الوسط الفرنسي إيمانويل ماكرون و اصبح الصراع ألان في فرنسا مشهد عجيب حيث سيدعم اليمين العادي والوسط و اليسار ماكرون ضد جان ماري لوبان لأنها تهدد الأمن الاجتماعي الفرنسي وصورة فرنسا فى العالم ولا تملك فرنسا خيار ترامب أخر خاصة أنها متورطة وبقوة فى المشهد الليبي والتشادي والجنوب صحراوي و لها تواجد عسكري فى الأردن والأمارات للمشاركة فى التحالف ضد تنظيم داعش و لها قوات في المشهد المثير فى باب المندب
وفي الحقيقة أن تنظيم داعش ينتظر جان ماري لوبان فالإجراءات التي تنوي لوبان اتخاذها من إغلاق المساجد والتضييق علي المسلمين ستسهل من مهمة التنظيم فى استقطاب العناصر الفقيرة والأكثر احتياجا للأموال و قادرة علي العنف وستزيد من دائرة الاستقطاب ويسهل استقطاب من ليس لها سوابق جنائية ولا إرهابية وإعادة توجيههم داخل أوروبا أو إفريقيا او آسيا لتنفيذ عمليات التنظيم مما يصعب علي أجهزة المخابرات تعقب هؤلاء
فكل عملية سيحاول التنظيم تنفيذها حاليا خلال الأسبوعين القادمين هي مساعده غير مباشرة لجان ماري لوبان في الوصول إلي العرش من اجل مخطط داعش الخاص بتجنيد هؤلاء.
لابد أن نعي أن كلما علا صوت اليمين المتطرف في أوروبا كلما علا شأن جماعات التطرف المستترة بالدين الإسلامي.