مقتل معارضة ليبية بارزة يسلط الضوء على العقبات في طريق محادثات السلام
أعلنت جماعات حقوقية منذ قليل مقتل حنان البرعصي، المعارضة البارزة في مدينة بنغازي الليبية يوم الثلاثاء، على يد مسلحون رمياً بالرصاص، بينما تركزت المحادثات السياسية التي تجري في تونس المجاورة على خارطة طريق لإجراء انتخابات في ليبيا.
وقالت جماعات حقوقية، إن البرعصي، التي تنتقد بشكل صريح ومعلن الانتهاكات في المناطق الشرقية التي يسيطر عليها الجيش الوطني الليبي (قوات شرق ليبيا) بقيادة خليفة حفتر قُتلت رميا بالرصاص في مكان عام.
ويمثل الحادث تذكرة بالعنف الذي لا يزال يعصف بليبيا في الوقت الذي تتواصل فيه محادثات السلام في تونس، ويناقش المفاوضون العسكريون تفاصيل وقف إطلاق النار في مدينة سرت على خط المواجهة.
وقالت حنان صلاح، وهي باحثة في الشؤون الليبية بمنظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك "كانت البرعصي تتحدث دون مواربة عن حالات اعتداء واغتصاب مزعومة تعرضت لها نساء في بنغازي وتشير إلى تورط أعضاء في جماعات مسلحة ببنغازي فيها، كما أثارت مزاعم حول احتيال مالي".
وقالت منظمة العفو الدولية إن البرعصي وابنتها تعرضتا لتهديدات بالقتل، مشيرة إلى أن صفحة لها على موقع للتواصل الاجتماعي أوضحت يوم الاثنين أنها تعتزم نشر مقطع فيديو يفضح الفساد في أسرة حفتر.
ولم يصدر الجيش الوطني الليبي ولا السلطات الأخرى في شرق ليبيا بيانات حول الاغتيال على الفور.
وأصبحت ليبيا منقسمة منذ عام 2014 بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا في طرابلس في الغرب.
ويعبر كل جانب منهما عن تحالفات من جماعات مسلحة وأطراف إقليمية وسياسية. وتدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني، بينما تدعم الإمارات وروسيا ومصر الجيش الوطني الليبي.
وفي يونيو حزيران، صدت حكومة الوفاق الوطني هجوما للجيش الوطني الليبي كان قد استمر 14 شهرا على طرابلس.
وفي الشهر الماضي توسطت الأمم المتحدة في وقف لإطلاق النار واجتمعت يوم الثلاثاء لجنة عسكرية مشتركة من الجانبين في مقر جديد في سرت لوضع تفاصيل سبل تنفيذه بما في ذلك الانسحاب من خطوط المواجهة.
يأتي التقدم في المحادثات العسكرية في الوقت الذي تضغط فيه الأمم المتحدة لدفع المحادثات السياسية في تونس التي يشارك فيها 75 ممثلا لبحث مسار يقود لإجراء انتخابات وتشكيل حكومة انتقالية موحدة جديدة.