الاتحاد الأفريقي لـ آبي أحمد: أوقف القتال حالًا بإثيوبيا

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد
رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد

دعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية" في منطقة تيجراي الإثيوبية حيث شن الجيش عملية ضد القوات الإقليمية، وفق ما ذكرت وسائل إعلام دولية.


كما أعرب فكي محمد ، في بيان ، الحكومة المركزية الإثيوبية، وسلطات ولاية تيجراي على الدخول في مفاوضات للبحث عن حل سلمي للأزمة المتصاعدة، معلناً استعداد الاتحاد الإفريقي لدعم الجهود المبذولة لحل الصراع، الذي سقط جراءه المئات من القتلى بحسب تقارير دولية، إضافة إلى نزوح الكثير من المدنيين من أماكن المعارك.

كما اتهم زعيم منطقة تيغراي الإثيوبية، ديبريتسيون غيبريمايكل، إريتريا بإرسال جنودها عبر الحدود ومهاجمة القوات المحلية لدعم هجوم عسكري للحكومة الفيدرالية على الولاية الشمالية المضطربة

وقال غيبريمايكل، إن الجنود الإريتريين هاجموا بلدتي حميرة وبادمي التابعتين للإقليم، لكن الحكومة الإريترية نفت، اليوم الثلاثاء، الاتهامات، وقال وزير خارجيتها عثمان صالح محمد، في تصريح لوسائل الإعلام عبر الهاتف "هذا صراع داخلي. لسنا جزءا منه".

وأضاف يمايكل، في بيان بثه التلفزيون المحلي الإثيوبي "منذ البارحة، عبر جيش الزعيم الإريتري، أسياس أفورقي، حدود البلاد واعتدي علينا"، مضيفاً "كانوا يهاجموننا بالأسلحة الثقيلة عبر منطقة حميرة".

ولم يصدر أي رد فعل فوري من الحكومة الإريترية على هذه الاتهامات على الرغم من أن وزير خارجيتها قال لوسائل الإعلام، مطلع الأسبوع الحالي، إن جنود بلاده لم يعبروا الحدود إلى إثيوبيا.

جاء ذلك بعد أن شنت الحكومة الاتحادية الإثيوبية برئاسة آبي أحمد هجوما ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، التي تحكم الولاية التي يسكنها أكثر من 9 ملايين نسمة، بتهمة مهاجمة قاعدة عسكرية الأسبوع الماضي.

وقال آبي أحمد، إن العملية العسكرية تسير كما هو مخطط لها، بينما يقول دبلوماسيون إن آبي أحمد يعتقد أنه قادر على قمع قيادة تيغراي عسكريا.

ويقول سكان تيغراي إن حكومة آبي تضطهدهم وتمارس التمييز ضدهم وتتصرف باستبداد في تأجيل الانتخابات الوطنية.

وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام رسمية إثيوبية إن القوات الفيدرالية استولت على مطار حميرة والطريق المؤدي من بلدة حميرة إلى الحدود السودانية.

ولقي المئات حتفهم خلال الضربات الجوية التي شنتها الحكومة الإثيوبية على الإقليم، ويخشى البعض أن تنزلق البلاد إلى حرب أهلية بسبب العداء الشديد بين قبائل تيغراي ورئيس الوزراء آبي أحمد الذي ينحدر من قبائل الأورومو الأكبر في إثيوبيا.

وتحدثت مصادر عسكرية وأمنية في أمهرة، عن مقتل 500 شخص من التيغراي ومئات أيضا من الجيش الوطني.

ونفت، بيلين سيوم، المتحدثة باسم آبي أحمد، تلميحات من بعض الدبلوماسيين بأنه يتجاهل جهود الوساطة ويعرض الاستقرار للخطر في منطقة القرن الأفريقي الفقيرة والمضطربة، مضيفة أن إثيوبيا دولة ذات سيادة، وستتخذ حكومتها في النهاية قرارات تصب في مصلحة الدولة وشعبها على المدى الطويل".

ودعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف إطلاق النار في منطقة تيغراي.

وقال في بيان إن "رئيس الاتحاد، موسى فكي محمد، يدعو جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للقتال واحترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين".

وقال مسؤول حكومي إثيوبي اليوم الثلاثاء، إن آلاف الإثيوبيين الفارين من الصراع في منطقة تيغراي الشمالية عبروا الحدود غربا إلى دولة السودان المجاورة.

وصرح رئيس مفوضية اللاجئين السودانية في مدينة كسلا الحدودية، السر خالد، لوسائل إعلام أن "قرابة ثلاثة آلاف لاجئ عبروا الحدود".

وكانت إريتريا وإثيوبيا قد وقعتا اتفاق سلام قبل عامين، لكن حكومة أفورقي لا تزال معادية لقيادة تيغراي بعد دورها في حرب مدمرة بين عامي 1998-2000.

وكان زعيم منطقة تيجراي ، ديبريتسيون جبري ميشائيل ، دعا الاتحاد الإفريقي يوم الأحد الماضي إلى التدخل لمنع البلاد من "الانزلاق إلى حرب أهلية"، كما دعا الحكومة الفيدرالية إلى الموافقة على التفاوض.

بينما قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الثلاثاء،  إن العملية العسكرية ستتوقف "بعد نزع سلاح المجلس العسكري واستعادة الإدارة الشرعية في المنطقة والقبض على هاربين.  

إدانات محلية

وأدان جميع رؤساء أقاليم إثيوبيا الـ9، هجوم جبهة التجراي على معسكر قوات الدفاع الوطني في منطقة دانشا" بإقليم أمهرة.

وأكد حكام الأقاليم، عبر بيانات منفصلة، دعمهم للحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد للحفاظ على السلام واستقرار البلاد.

واستنكر قادة الحكومات الإقليمية التحريض الذي تنتهجه الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، بحسب ما ورد في البيانات، مؤكدين دعمهم للحكومة الفيدرالية.

كما دعا مجلس الأحزاب السياسية في إثيوبيا الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تجراي إلى الإنهاء الفوري للمواجهات العسكرية.

وقال المجلس، وهو هيئة غير حكومية، خلال بيان ، إن الحرب ستكلف البلاد كثيرا، ولا يزال هناك وقت لحل القضية من خلال الحوار.

وأوضح أن الصراع لن يفيد أيا من الجانبين وسيضر بالبلاد، مشيرا إلى أن الجبهة الشعبية لتحرير تجراي تورطت في التحركات الأخيرة غير المسبوقة، لكنه استدرك قائلا "إلا أن هناك فرصة كبيرة للحوار".

من جانبه ندد حزب تجراي الديمقراطي المعارض، بالهجوم الأخير الذي نفذته عناصر الجبهة الشعبية لتحرير تجراي، على مقر قيادة المنطقة الشمالية، واصفا العملية بـ"الخيانة".

واتهم رئيس الحزب أريجاوي برهي، قادة الجبهة الشعبية لتحرير تجراي بالبحث عن مصالحهم الخاصة ورفاهيتهم دون الاهتمام بقضية سكان المنطقة.

وقال إن "طموح الجبهة الشعبية ليس لنفع شعب تجراي ولكن لاستمرار العيش في حياة الرفاهية على حساب سكان الإقليم ".

وأوضح أريجاوي برهي، خلال مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية، الثلاثاء، أن الجبهة الشعبية لتحرير تجراي ارتكبت جريمة تاريخية وخانت الأمة، مضيفاً " أنهم يرغبون في الاستيلاء على السلطة مرة أخرى من خلال تأجيج الفوضى في جميع أنحاء البلاد وهو حلم بعيد المنال ولن يتحقق".

دعوات دولية وإقليمية للتهدئة

وعلى  صعيد متصل وبعد أن أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، عن قلقه إزاء الاشتباكات المسلحة في منطقة تجراي بإثيوبيا، عبرت مفوضية الاتحاد الأفريقي ، عن قلقها لتصاعد المواجهات العسكرية. كما دعت المفوضية إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واحترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين.

وقال رئيس المفوضية موسى فكي، في بيان، إنه" نتابع بقلق تصاعد المواجهات العسكرية في إثيوبيا، ونجدد تأكيدنا على تمسك الاتحاد الأفريقي الراسخ بالنظام الدستوري وسلامة أراضي إثيوبيا، ووحدتها وسيادتها الوطنية لضمان الاستقرار في البلاد والمنطقة".

ودعا فكي، إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، مطالبا الأطراف احترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين، كما حث على ضرورة إيجاد حل سلمي والدخول في حوار بين الأطراف لحماية مصالح البلاد.

بدوره قال الممثّل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل إنه أجرى محادثات بشأن آخر التطورات ودعم جهود الحوار السياسي في إثيوبيا.

وكشف بوريل، في بيان له اليوم الإثنين، أنه أجرى خلال الأيام الماضية، محادثات لدعم جهود استعادة السلام والحوار السياسي في إثيوبيا. 

وأضاف: أجريت محادثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، ونقلت قلق الاتحاد الأوروبي بشأن المخاطر التي تهدد سلامة البلاد واستقرار المنطقة الأوسع في حالة استمرار الوضع الحالي. 

كما أعرب السودان، عن قلقه إزاء تطورات الأوضاع في إثيوبيا، داعيا الأطراف لحل الصراع بشكل سلمي وبطريق التفاوض.

إن مستقبل آبى أحمد على المحك في إثيوبيا، خصوصا أن شرعيته السياسية منتهية لأنه كان من المفترض تجرى انتخابات في أغسطس الماضى في إثيوبيا، وذلك لم يحدث، متابعة: "التيجراى حكموا إثيوبيا 27 سنة وتمكنوا من الوصول إلى المفاصل الاقتصادية والأمنية، وكان فيه اتفاق أن يبتعدوا عن الحكم، ولكن للأسف حكم الازدهار وأداؤه كان فيه نوعا من أنواع الإقصاء لهم في إثيوبيا، ورغم كون التيجراى أقلية إلا أنهم يحملوا خبرة كبيرة ووزنا سياسيا في إثيوبيا".

وقال وزير الدفاع السوداني، اللواء يس إبراهيم يس، إن بلاده تنظر بقلق لما يجري في إثيوبيا، داعيا كافة الأطراف إلى التعامل بحكمة والاحتكام للحل السلمي وضبط النفس.

وتشهد إثيوبيا منذ أسبوع حالة من الاستنفار الأمني والعديد من القرارات الحكومية حيث بدأت بإعلان حالة الطوارئ بإقليم تجراي لستة أشهر، ومنع تحليق الطيران المدني بالمنطقة، وإعادة 4 جنرالات متقاعدين إلى الخدمة العسكرية بقوات الدفاع الإثيوبية.

كما طالت القرارات تعديلات بالجيش، والخارجية والأمن والمخابرات العامة والشرطة.

الجدير بالذكر، أن ما يجري حالياً من من حروب وصراعات داخل إثيوبيا، هو  نتيجة احتقان سياسي منذ عدة سنوات، حيث أن اتفاق سياسى جرى بين الإدارة الإثيوبية السابقة فى 2016، لأن يحدث انتقال ديمقراطى للسلطة في البلاد، ولكن وصول آبى أحمد إلى الحكم ضرب هذا الانتقال عرض الحائط، وإزاء ذلك لم يحدث أي اتفاقات متفق عليها مسبقا، بينما أسس آبى أحمد حزبا جديدا يدعى الازدهار، وقام بحل الأحزاب جميعا في إثيوبيا.

كما أن مستقبل آبى أحمد على المحك في إثيوبيا، خصوصا أن شرعيته السياسية منتهية لأنه كان من المفترض تجرى انتخابات في أغسطس الماضى في إثيوبيا، وذلك لم يحدث، بل أغلق على التيجراى التمويل، وقطع عنهم كل وسائل الاتصال سواء إنترنت أو اتصالات، بعد اتهامهم بالهجوم على موقعين للجيش الإثيوبي، حتى أصبح إقليم التيجراى منقطعا تماما عن العالم، ولم يكتف بذلك، بل يشن الجيش الإثيوبى هجمات بالطيران على الإقليم وهذا سبب الأزمة حاليا في إثيوبيا".

بالإضافة إلى أن الاعتقالات في صفوف الأورومو المناهضين لآبى أحمد في إثيوبيا، بات يهدد كثيرا السلطة الحالية، وهناك مخاوف لدى إرتريا بدخول التيجراى لديها في حرب وصراعات مسلحة، بعد الانضمام إلى القبيلة في إثيوبيا، ضد آبى أحمد وتكوين دولة جديدة لهم، بعد الانسلاخ القبيلة من إثيوبيا وإرتريا لتكوين دولة التيجراى.

أما فيما يخص "سد النهضة" قد يتجمد لمدة لن تقل عن شهرين، حتى تتسلم الإدارة الأمريكية الموضوع إداريا، حتى لا يكون هناك ملء أكبر للسد من قبل إثيوبيا".

هذا وتتحرك مصر على كافة الجوانب لحل أزمة سد النهضة، خاصة أن لديها أوراق ضغط كاللجوء إلى مجلس الأمن وسيتم اللجوء له مرة أخرى في الفترة المقبلة، فمعامل أمان سد النهضة غير معروفة ويجب أن تتطابق مصالح مصر والسودان في موضوع السدود، لاسيما مع دخول إسرائيل بقوة في السودان بالتطبيع.

وفيما يتعلق بسياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، هل تهتم إدارة بايدن  بالملفات التي تهم الدولة المصرية، لأن وزن مصر الإقليمى وتوازنات القوى اختلفت في السنوات الأخيرة، وأى أحد سيتعامل مع الدولة المصرية، سيتعامل معها وفقا للمعطيات الجديدة على الأرض وتأثير التفاعلات السياسية في مصر ونتائجها، لذلك إدارة بايدن لن تسير فيما كانت تسير عليه في 2009".