أل ريس: الموسيقى وإحياء الإعلانات التليفزيونية

الموسيقى وإحياء الإعلانات التليفزيونية
الموسيقى وإحياء الإعلانات التليفزيونية

يتسآل "آل ريس " Al Ries " رئيس شركة "ريس آند ريس" Ries & Ries"" لاستراتيجيات التسويق عن الأداة الأكثر استخداما في مجموعة أدوات التسويق؟


ويرد بأنها الموسيقى .. فهي العنصر السحري لجعل إعلانات التلفزيون أكثر فعالية.

فبمجرد سماع النغمات الأولى من الموسيقى تعرف ما هو الإعلان القادم، تماما كإعلان كوكاكولا بعد نهاية مسلسل "ماد مين" " Mad Men".

فهذا هو الحال مع الموسيقى. بمجرد أن تترك انطباعا عميقا في عقلك، لا يمكن أن تنسى أبدا، تماما كالنوتات الأربع الأولى من السمفونية الخامسة لبيتهوفن.

وواحدة من أكبر المشاكل في التلفزيون هو ربط الرسالة بالعلامة التجارية.

فكم من مستهلك قال إنه رأى إعلانا تلفزيونيا مبهرا الليلة الماضية، وذكر موضوعه ومزح حوله، لكن لم يتمكن من تذكر اسم المنتج.

ولا يمكن إلقاء اللوم على المستهلكين، فبعد مشاهدة ستة أو سبعة إعلانات تجارية على التوالي، من يمكنه تذكر الأسماء التجارية؟ في الواقع، هم يتذكرون قصص الإعلانات أفضل من الأسماء التجارية.

فالقصة الإعلانية تشاركية وتفاعلية بينما أسماء العلامات ليست كذلك.

وهناك مشكلة أساسية أخرى. هل يشاهد المستهلكون الإعلانات التلفزيونية بشكل فعال؟ أم أنهم يشاهدونه فقط حتى يعود برنامجهم للبدء من جديد؟

المستهلكون دائما يختارون البرامج التي يودون مشاهدتها. ولكن هل وجدنا من خارج العاملين في صناعة الإعلان، أحدا قال من قبل دعونا نشغل التلفاز لنشاهد الإعلانات التجارية.

المستهلكون يضطرون لتحمل الإعلانات التجارية، لكن الموسيقى يمكن أن تساعد في حل المشكلة.

الكلمات مقابل الأصوات
نحن نعيش في عالم من الكلمات. قوانيننا مكتوبة بالكلمات. وثائق الشركات مكتوبة بالكلمات. خطط التسويق عبارة عن الكلمات.

والمشكلة هي، أننا لا نفكر بالكلمات على الإطلاق؛ نحن نفكر بالأصوات. فلا توجد كلمات في عقولنا إنما هناك أصوات فقط.

كيف يتعلم الرضع التواصل؟ ليس من خلال الكلمات؛ فهذه المرحلة تأتي في وقت لاحق. الرضع يتعلمون أولا التواصل مع الأصوات.

وهذا لا يتغير مع نمو الطفل. وفي مرحلة متقدمة يتعلم الطفل ربط الأصوات داخل عقولهم مع الحروف الأبجدية البصرية. لذلك الكلمات دائما خارج العقل. والشيء الوحيد داخل العقل هو الصوت.

الموسيقى عاطفية، بينما الأصوات ليست كذلك
الجميع تقريبا يعرف أن العقل يعالج أصوات الكلمات في الجانب الأيسر من الدماغ. والصور في الجانب الأيمن، بالإضافة إلى أن الجانب الأيمن هو أيضا موقع العواطف لدى الإنسان.

لكن على الأغلب لا يعرفون أن الفص الأيمن هو الذي يتأثر بالموسيقى؟ وهذا هو السبب وراء أن الموسيقى لديها قوة عاطفية. وهذه العاطفة تخلق الذكريات في الدماغ.

والموسيقى هي أصوات مرتبة ومنظمة ليستقبلها ذهن المستمع باستخدام تقنيات مثل الانسجام واللحن والتكرار والإيقاع.