جدل حول إعلان "بيبسي" الجديد
خاص سياسي - أحمد علي
"دعهم يأكلون الكعك"، رغم أنه لا يوجد دليل تاريخي على أن هذه العبارة قالتها ملكة فرنسا "ماري أنطوانيت"، إلا أنها أصبحت اختزالا عالميا لفشل النخبة في التعاطف مع نضال الجماهير وفهمه. الآن، وفي عالم التسويق، يمكننا أن نضيف "دعهم يشربون بيبسي" إلى المعجم.
وفي حكايات رسائل العلامة التجارية التي يساء فهمها، ستعد حاثة إعلان بيبسي قصة تحذيرية من شأنها أن تستمر حتى بعد مرور الزمن.
وخلال الإعلان اتحد المستهلكون الذين يمثلون عالما متعدد الأقطاب ومختلف التوجهات للتوقف في لحظة بلهاء لتأمل النشاط المزيف لبطلة الإعلان "كيندال جينر" "Kendall Jenner" وهي تعطي أحد رجال الشرطة عبوة "بيبسي".
وقال "روب دوبال" "Rob Doubal"، الرئيس المشارك والرئيس التنفيذي الإبداعي في شركة "ماكان لندن" "McCann London"، أن الإعلان كان جيدا فقط بالنسبة للوكالات الإعلانية المنافسة، في حين قال أن أحد مستخدمي "تويتر" مازحا أن الإعلان في الواقع لم يكن لصالح شركة "بيبسي" ولكن جاء في صالح "كوكا كولا".
مع العلم أن الحقيقة الصادمة للمستهلكين، أن الإعلان تم إنتاجه من قبل فريق إبداعي من داخل الشركة.
لا ينبغي اعتبار خطأ إعلان "بيبسي"، كأوجه قصور في استغلال العلامات التجارية القضايا الاجتماعية ذائعة الصيت، بل على العكس تماما رد الفعل الغاضب تجاه "بيبسي" إنما هو تذكير للمعلنين بمخاطر الاهتمام الزائد بمكانة منتجهم على حساب الأهداف السامية.
وكتب "بيرنيس كينج" "Bernice King"، الرئيس التنفيذي لمركز مارتن لوثر كينج إن إعلان بيبسي وردود الفعل عليه "تعكس قضايا عميقة حول العرق والامتيازات". وكتبت ابنه مارتن لوثر كينج على موقع "هافينجتون بوست" "لا يمكننا تجاهل أننا حاليا نصارع الظلم وانعدام الإنسانية".
والحقيقة هي أن هذا الإعلان ونهجه في تعظيم مكانة المنتج على حساب الغاية يحط من قدر جميع العاملين في صناعة الإعلان.