هل تساهم المنصات البرمجية في حل مشكلة مواقع الأخبار الوهمية ؟

الأخبار الكاذبة كانت دائما جزء من الأخبار، ولطالما عانى الإنترنت من مشكلة جودة المحتوى. فقبل عقد من الزمان، كان المعلنون يشعرون بالقلق بالفعل من أن توضع إعلاناتهم في هذه المواقع منخفضة الجودة. الآن هذه المواقع تسمى "أخبار زائفة"، وهو وصف للمحتوى المشكوك فيه الذي تقدمه هذه المواقع والمفتقر إلى مصادر موثوقة وينشر الشائعات أو المعلومات الكاذبة.


ولكن هل حلت العطاءات البرمجية هذه المشكلة أم جعلتها أسوأ؟ والجواب الاثنين.
في المستقبل، سوف تلعب المنصات البرمجية التي تسمح للناشرين ببيع محتوياتهم عالية الجودة بطريقة آلية وقابلة للقياس بدرجة كبيرة، دورا كبيرا في وقف موجة الأخبار المزيفة.

دور البرمجية في الأخبار الوهمية
الوعد الذهبي الذي تقدمه للبرمجة هو إتاحة الفرصة للمعلنين لشراء مواضع الإعلانات المستهدفة وصاحبة الجودة بكفاءة وبأفضل الأسعار، وفي المقابل يمكن للناشرين بيع المساحة المتاحة لأعلى مقدمي العروض. ونظريا هذه الطريقة الآلية تحل مشكلة الجودة،  باستخدام خوارزميات لتحديد المواقع المشكوك فيها.

ولكن الواقع أكثر تعقيدا، فمع خليط اللاعبين الموجود في السوق. ما كان من المفترض أن يكون ضمان جودة يحركها التكنولوجيا أصبح، في بعض الحالات، "سباق إلى القاع" لكسب أكبر قدر ممكن من المال عبر تركيبة معقدة من الشركاء.

ومع بيع وشراء مليارات المواقع كل شهر، من المستحيل تتبع مكان ظهور الإعلانات، لذلك انتشرت مواقع الأخبار المزيفة. يمكن للناشرين الوهمين طرح مواقع جديدة كل يوم، لذلك حتى لو حددت منصة التبادل أو العطاءات أحد المواقع كمشتبه به، يستطيع موقع زائف آخر أن يكمل المهمة.

العمل بشكل تعاوني من أجل التغيير
الإعلانات المشتراه رقميا تمثل أكثر من ثلثي عمليات شراء الإعلانات مجتمعة، وتعد وسيلة فعالة بالنسبة للمعلنين في شراء المساحات الإعلانية وتساعد على قياس اتجاهات الجماهير. تعتبر المنصات البرمجية ذات شعبية كبيرة لأن المعلنين والناشرين يريدون ضمان مواضع ذات جودة لمحتواهم.

ولكن منصات البرمجة لا تستطيع حل مشكلة الأخبار الوهمية بشكل تام. فدائما ما ستكون هناك مواقع ذات جودة أقل تتنافس على الأموال الإعلانية - والمعلنون على استعداد لشرائها. إذا فالحل عمل أطراف الصناعة الإعلانية معا لوضع حد للأخبار الوهمية.

ستقوم الوكالات بدور حاسم في إزالة المواقع الإخبارية المزورة. وعلى الرغم من محاولات البرمجية لأن تكون إلكترونية بالكامل، فالخوارزميات ليست دائما بارعة بما فيه الكفاية لتحديد المواقع الزائفة من الحقيقية. فقد تبدو المواقع الوهمية حقيقية بالنسبة للخوارزميات، إلا أنها لن تبدو كذلك للعامل البشري في الوكالة. فهؤلاء العاملون هم الأبطال المجهولين خلف المهمة اليدوية للفحص.

المعلنون أيضا عليهم تحمل المسؤولية. فإذا لم يشتروا المساحات الإعلانية على هذه المواقع، لن يكون لدى الناشرين الأموال اللازمة لإنشاء المزيد منها. ويجب أن يرفضوا عرض إعلاناتهم على مواقع زائفة حتى لو كانوا يحققون عائدا مرتفعا من ورائها.

يجب على الناشرين أيضا أن يكونوا يقظين. ويجب أن يتحققوا من المواقع المدرجة للتبادل.

وأخيرا، تكنولوجيا التبادل، ومشترو التكنولوجيا الإعلانية نيابة عن العملاء يجب أن يحرصوا على أن تتم العملية وفقا لأعلى المعايير. ويجب أن يراقبوا بدقة كيفية مراقبة خوارزمياتهم للمواقع، وتقديم تقارير مفصلة للمعلنين والناشرين عن المواقع التي يتم وضع محتوياتهم فيها.

البرمجية لم تخلق الأخبار الوهمية، ولكن لها دور في ظهورها. وكصناعة مؤلفة من الناشرين ومعلنين ووكالات وشركات تكنولوجيا إعلانية يجب أن يعملوا معا لتطوير طرق آمنة للقضاء على هذه الآفة.