ما يجب أن يتعلمه المبدعون من المجرمين

ليس مستغربا أن تكون عملية السطو التي حدثت في "هاتون جاردين" Hatton Garden "مرجعا لفيلم يقوم ببطولته كل من ر"اي وينستون" و"السير مايكل كين". حيث يعد هذا الأمر حالة كلاسيكية لما يجتمع بين الإبداع والإجرام من تشابه، فهذان المجالان في الحياة قريبان بشكل مثير للدهشة.


وأوجه التشابه بين رجال الأعمال والمبدعين والمجرمين أمر لاحظته الأوساط الأكاديمية، فقد أظهرت الدراسات أن المبدعين كاذبون ماهرون، ومتعجرفون، وغير موثوق فيهم وربما مجانين قليلا.

وفي الأساس، فإن مصدر كافة أنواع الإبداع هو "الحاجة". وافتقار المجرمين للموارد يعني عدم وجود مجال محدد للتفكير في إطاره، ما يجعل الإبداع خيارهم الوحيد.

ومن المصطلحات النموذجية لتعريف المجرمين، هي أنهم متمردون وخارجون على القانون. تمكنهم عقولهم المشوشة من توسيع مخيلاتهم، وبالتالي تحديد نقاط الضعف والفرص التي لا يستطيع الآخرون رؤيتها.

وقد أجرى "ديف لورانس" " Dave Lawrence" مراجعة لبعض الجرائم الأكثر جرأة في التاريخ للوصول إلى الوصايا العشر للإبداع.

1 - استغلال كعب أخيل
في عام 2006، سرقت "عصابة المكانس" الفرنسية سوبر ماركت، كان يرسل مظاريف النقود إلى الخزانة بواسطة أنابيب تعمل بضغط الهواء. وبدلا من الحفر للوصول إلى الخزنة نفسها، قامت العصابة بالحفر للأنابيب وحصلت على الأموال.

2 - اتباع خطوات الطفل
في عام 2003، استخدمت جماعة تعرف باسم "مدرسة تورينو" مجموعة من تقنيات التعطيل لتقوم بأكبر سرقة لماسة في التاريخ. فقد تم تعطيل جهاز كشف الحركة بواسطة رذاذ السيليكون، وتم تعطيل كاشفات الضوء من خلال الأشرطة اللاصقة، في حين تم تعطيل جهاز إنذار الخزنة عندما فصلته العصابة من الباب والإطار، مع الحفاظ على اتصال الرابط المغناطيسي ما سمح بفتح الباب بهدوء.

3– لعب اللعبة الطويلة
 في عام 1971 حدثت سرقة شارع بيكر، حيث تم نهب 3 ملايين جنيه استرليني، وتمت السرقة عن طريق حفر نفق تحت متجر مستأجر على بعد مبنيين من بنك لويدز الذي تمت سرقته. ولعدم جذب الانتباه، قام المجرمون بأعمال الحفر خلال عطلات نهاية الأسبوع فقط، ما استغرقهم أشهر لتنفيذ العملية.

4– الشيطان يكمن في التفاصيل
"الفهود الوردية" هي عصابة صربية من اللصوص لفتت الانتباه بسبب أسلوبها الجرئ ومخططاتها المعقدة. ونجاح عملياتهم ارتبط بمدى اهتمامهم بالتفاصيل، حيث أشارت الأدلة أن العصابة عندما سرقت متجر مجوهرات "بياريتز" " Biarritz" قام المجرمون بطلاء المقاعد حول المتجر بطلاء جديد حتى يتجنبوا وجود أي شهود.

5–  قم بواجباتك المنزلية
كان "ألبرت سباجياري" " Albert Spaggiari" العقل المدبر وراء عملية سطو بنك فرنسا في عام 1976. وللاستعداد للعملية قام بفتح صندوق أمانات في البنك ووضع فيه منبه عالي الصوت، وضبته ليرن في منتصف الليل، وذلك ليتحقق من وجود أي أجهزة كشف صوتي أو زلزالي. وعندما اكتشف خلو الخزنة منهم بدأ في حفر نفق إلى الخزنة عبر المجاري.

6– فكر بشكل كبير
واحدة من أكثر الجرائم سيئة السمعة في تاريخ الطيران ارتكبها "دان كوبر" في عام 1971. استقل "كوبر" طائرة، وجلس صامتا في الخفاء وعنما طلب بهدوء مشروبا من إحدى المضيفات، سلمها ورقة كتب فيها "أنه يحمل قنبلة وأن الطائرة تم اختطافها". وطالب بمبلغ 200 ألف دولار وأربعة مظلات يتم تسليمها في موقع هبوط الرحلة، في سياتل. وبمجرد تسلم النقد، أمر الطيار بالانطلاق إلى المكسيك، وبعد فترة وجيزة من الإقلاع، ارتدى إحدى المظلات وقفز، ولم يره أحد مرة أخرى من وقتها.

7 - استغل كل الفرص
اعتبرت عملية سرقة مجوهرات "هاتون جاردين" عملية معقدة، حيث تم سرقة 70 صندوق أمانات بقيمة تقدر بـ 35 مليون جنيه إسترليني. واستغلت العصابة وقتها الضجيج الناتج عن إنشاء مشروع "كروسريل" "Crossrail" القريب كغطاء أثناء اقتحام القبو، وساعدهم على ذلك واقع أن "كروسريل" أرسلت بالفعل رسائل إلى السكان المحليين تعتذر فيها مقدما عن الضجيج.

8– ابتكر لتتقدم
"فرانك ويليام أباغنيل الابن" " Frank William Abagnale Jr" خدع شركات طيران وبنوك وفنادق وحصل منهم على ملايين لتمويل حياته. ومع بلوغه سن 21، وهو لا يحمل أي مؤهلات دراسية، أصبح طيارا معتمدا في شركة "بان أميريكان"، وطبيب ومحام وأستاذ في علم الاجتماع، مما سمح له دائما بالتقدم خطوة أمام قوات الأمن. قصة "أباغنيل" تحولت لفيلم " Catch Me If You Can" من بطولة "ليوناردو دي كابريو".

9 - كن جريئا
في عام 1990، اقتحم رجال الشرطة متحف "إيزابيلا ستيوارت جاردنر" في بوسطن، بناء على تلقيهم مكالمة بشأن شكاوى إزعاج. وبمجرد دخولهم، اعتقلوا حراس الأمن وقيدوهم. فقد كان رجال الشرطة في الحقيقة لصوصا متنكرين، وهربوا وبحوزتهم 13 لوحات بقيمة 500 مليون دولار. وحتى الآن لم يلق القبض على أي من المجرمين ولم يتم استرداد اللوحات، وحتى يومنا هذا يعرض المتحف إطارات هذه الأعمال فارغة.

10- أعرف جمهورك
في عام 1925، تواصل "فيكتور لوستيج" بعدد من تجار الخردة في فرنسا وأقنعهم بأنه ممثل حكومي يبحث عن عدد من التجار للدخول في مناقصة لتفكيك برج إيفل. وسريعا اختار "اندريه بواسون" كالهدف الأمثل، لأنه كان ساذجا ويتطلع للشهرة. وتمكن "لوستيج" من بيع البرج له مقابل 250 ألف فرنك بل وأعطاه "بواسون" مبلغا إضافي كرشوة ليضمن فوزه بالمناقصة.

وعلى النقيض من ذلك، يتم قتل الإبداع في مجال صناعة الإعلانات من قبل الشركات التي تخشى من المخاطرة وتقلص من عملية الإبداع، لذلك ينبغي أن تكون الوصايا العشر للإبداع مصدر إلهام لجميع المبدعين.