رد فعل العاملين في مجال الإعلان حول حادثة "بيبسي"
خاص سياسي - أحمد علي
يقول "ديفيد كولبوش" " David Kolbusz" الرئيس الإبداعي في شركة الدعاية والإعلان "دروجا 5" " Droga5"، إن الوكالات الإعلانية يبدو أنها نسيت أن مهمتها هي بيع الاشياء.
وإعلان "بيبسي" احتوى على كل العناصر التي تصيب المشاهد بالصدمة والرعب. المشاهير المجهولين كواجهة للحملة. المجموعات المختلفة ثقافيا، والجماهير التي بلا شك جمعهم أناس من ذوي البشرة، والقصة التي تسعي لتخفيف الاضطرابات السياسية من خلال توظيف منتج العلامة التجارية كبطل وترياق لرأب الصدع وإنهاء الخلاف.
وهذا الاختزال للقضية كان سخيفا للغاية، ولكن المفاجأة كانت في طريقة استجابة مجتمع الإعلان له.
بالتأكيد، بالنسبة لوكالات وشركات الإنتاج الإعلاني كان هناك جانب راضي بعمق حول مشاهدة سقوط "بيبسي" التي قللت من قيمة إسهام الوكالات الخارجية في العملية الإبداعية، لذلك اتجهت لإنتاج الإعلان داخليا، إلا أنهم تجاهلوا حقيقة محزنة وهي أن كثير من الوكالات الإعلانية الآن تحيد عن أهدافها الرئيسسية التي أنشئت من أجلها، وأصبحت مدمنة على تقديم القيم الإيجابية في العالم على حساب كل شيء آخر، على حساب الفكرة.
وعلى حساب ما إذا كانت هذه الفكرة ذات صلة بما تبيعه فعليا. ففي كثير من الأحيان تقوم بالإعلان لتزعم أنها تحدث تغييرا اجتماعيا إيجابيا، وهذا ليس عمل الوكالات الإعلانية أصلا، فمهمتها بيع المنتجات. بأكثر الطرق المغرية والمسلية.
وهذا لا يعني أن تتخلي الشركات عن مسؤليتها الاجتماعية أو أن تتجه لبيع السجائر للمراهقين، ولكن تحافظ على مسئوليتها تجاه المجتمع في إطار أهدافها الرئيسية وهي بيع المنتجات.
لقد توقفت الشركات عن صنع إعلانات تهم الجمهور العالمي أكثر. وأصبحت تصنع إعلانات تخص مجتمعات بعينها، وفي أحسن الأحوال، تنقل رسائل إيجابية في محاولة لإظهار أن الشركات تهتم بالمعاني الإنسانية، وفي أسوأ الأحوال، تنتج إعلان مثل "بيبسي" لإيصال رسالة حول قضية الساخنة على أمل أن يترجم هذا الجهد إلى انتصار.
حاليا شركات الإعلان بحاجة لتعلم بعض الدروس الصعبة والقيام ببعض التأمل الجاد في أعقاب حادثة إعلام "بيبسي". فيجب أن يستفيدوا من هذه الفرصة للتركيز مرة أخرى على الأفكار التي تبيع الأشياء، بطريقة مدهشة ومبهجة.