القلم .. هو الأقدر على حل المشاكل الإبداعية

يرى خبير الإعلانات "طوني كولينجهام" " Tony Cullingham"، أنه على المبدعون إغلاق حواسيبهم الشخصية عندما يتوجهون لخلق فكرة جديدة، وفي المقابل يبدأوا في الخربشة، فثقافة الشاشة تضر الإبداع.


على نحو متزايد، يتجه المبدعون الشباب لأجهزتهم المحمولة كلما كانت لديهم مشكلة يودون حلها.

ولكن، لا توجد أفكار جديدة على الشاشة، ولن يتمكنوا من العثور إلا على الأفكار التي وجدت سابقا، وهم لا يحتاجونها.
الكمبيوتر ربما يكون خزانة كبيرة، أو ساعي بريد فائق السرعة، أو أستاذ ذكي للغاية، لكنه ليس أداة إبداعية، خاصة عندما تكون المهمة المطلوبة ابتكار أفكار جديدة.

العقل يعمل عندما تحمل اليد القلم، وتتحرك به على أكوام من الورق الأبيض، بينما الشاشات تشجع الكسل.

ببساطة المبدعون لا يبذلون نفس الجهد العقلي أمام الشاشات كما يفعلون عند العمل مع الورق.

الدراسات من جميع أنحاء العالم تظهر أن الناس الذين يعملون مع شاشات يكونون عرضة لتقطع الأفكار أكثر من أولئك الذين يعملون مع الورق.

الورق يتطلب المزيد من الطاقة العقلية والالتزام.
في عام 2005، وجدت جامعة "سان خوسيه" أن الطلاب الذين يستخدمون الأجهزة الإلكترونية يقضون المزيد من الوقت في البحث عن حلول مختصرة عن أولئك الذين يعملون مع ورقة.

كما يقضون وقتهم في التصفح والبحث، بينما يقضي الطلاب الذين يستخدمون الورق المزيد من الوقت في التفكير، بل وكانت عقولهم أكثر نشاطا في البحث عن المشكلة.

الشاشات أطرت العقل البشري، بل وينبعث منها ضوء يستنزف طاقة الإنسان، ويزعج عينيه وويشعره بالتعب.
 
بينما الأوراق تفعل العكس تماما، فهي تعكس الضوء الطبيعي، ولها ملمس ووزن حسي.

وترتبط الجوانب الفيزيائية للكتابة والرسم على الورق في نفس الوقت  مع العمليات المعرفية لدى الإنسان، حيث يترابط العقل والجسم معا.

وتشير الدراسات التي أجرتها البروفيسورة "آن مانجين" " Anne Mangen"  في جامعة "ستافنجر" " Stavanger" في النرويج إلى أن العقول البشرية لا تعمل مثل أجهزة الكمبيوتر.

فالإنسان لا يشعر بالأشياء، ثم يعالج هذه التصورات الحسية فيما بعد، حيث أثبتت الدراسة أن الشعور ومعالجته يعدان عملية واحدة.

وأفضل وسيلة لاستغلال ذلك هو عن طريق وسيلة مثل الورق، فهناك صلة وثيقة بين ما نشعر به ونفعله مع أجسامنا وما نفهمه.

والورق كلاسيكي ويتحدث بلغة عقلية يفهمها الإنسان، وكان منصة الإطلاق الإبداعية لعدة قرون، فقد ألهم "ليوناردو دا فينشي"، و"ستيف جوبز" و"ديفيد باوي" على طول الطريق.

"جين لوك-فيلاي" " Jean Luc-Velay "، وهو عالم فرنسي في الفيزيولوجيا العصبية، توصلت دراساته إلى أن الكتابة أو الرسم باليد يحفزان النبضات الكهربائية المختلفة في المخ، بينما تخمل هذه النبضات الدماغية عندما يعمل الإنسان مع الشاشات.

وهو الأمر الذي يفسر سبب قيام معاهد التعليم حاليا بإعادة الورق إلى الفصول الدراسية.