«نيويورك تايمز» تبث مناقشة حول حرية الصحافة في مصر

يكلان والش مدير مكتب «نيويورك تايمز» في القاهرة
يكلان والش مدير مكتب «نيويورك تايمز» في القاهرة

بث موقع «نيويورك تايمز» دردشة حية لمدير مكتب الجريدة في القاهرة ديكلان والش مع عدد من الصحافيين في مصر، حول حرية الصحافة وقيود وتحديات العمل الصحافي المرئي في مصر الآن. وأشارت المحررة بالديسك الدولي هانا إنجبار إلى أن ذلك النقاش يأتي أيضا في أعقاب المقولة التي أطلقها الرئيس ترمب بأن «الإعلام هو عدو الشعب الأميركي».


بدأ ديكلان والش وهو صحافي آيرلندي عمل مراسلا للغارديان ونيويورك تايمز في باكستان وأفغانستان، حديثه من مقر غاليري «تاون هاوس» بوسط القاهرة، بأن العمل الصحافي في مصر أصبح أمرا صعبا للغاية خاصة في الآونة الأخيرة، وذلك منذ أحداث الربيع العربي، فهناك الكثير من الصحافيين في السجون، وهناك الكثير من القيود والعوائق الحكومية، إلى جانب أن الصحافي أصبح مثار شك لدى عامة الناس، بأنه يمارس نشاطا مشبوها، حتى إجراء مقابلة عادية في الشارع قد يكون أمرا صعبا.

شارك في الدردشة ثلاثة من العاملين في الصحافة المرئية، وهم: سيما دياب، وهي مصورة سورية أميركية تعمل بالقاهرة، ودانا ساميلي، وهي مصورة فيديو وتراسل عددا من القنوات الإخبارية وتعمل في القاهرة منذ عام 1996، وصبري خالد، وهو مصور مصري حر يعمل في التصوير الصحافي منذ عام 2009.

بدأ صبري حديثه بالحديث عن المشاكل التي تواجه الصحافيين أو المصورين الذين يعلمون بشكل حر، قائلا: «إن بطاقة العمل الصحافي لا توفر الأمان أو الحماية للصحافي أثناء عمله، لذا فإن الكثير من الصحافيين لا يعملون على تغطية الأحداث الآنية أو الأخبار العاجلة، بل يعملون على التقارير الطويلة الأمد والموضوعات الإنسانية».

وردا على سؤال ديكلان عن الأمور المحتملة التي يمكن للصحافي أن يقابلها الصحافي أثناء علمه في الشارع، قال صبري: «قد لا يحدث شيء على الإطلاق أو يمكن أن يحدث أي شيء أيضا».

وقال: «عندما يسألني شخص ما عن ما الذي أقوم بتصويره؟ أو لماذا أحمل كاميرا؟ أتظاهر بأنني سائح»، بينما قالت سيما إنها تعاني من كونها تحمل ملامح أجنبية، مما يعيق عملها في الشارع، وقالت: «ذات مرة كنت ألتقط صورة بواسطة هاتفي الجوال للنيل، فأوقفني أحد المواطنين قائلا أنتم الأجانب تنقلون صورا خاطئة عن بلادنا وتشوهونها».

ووافقتها الرأي دانا ساميلي التي تعمل منذ عقود في مصر، وقالت: «بالفعل هذا يحدث لكن هذا الأمر كان يحدث مع الأجانب منذ زمن وليس جديدا، فالكثير من المواطنين يعتبرون أن الأجانب يحاولون تشويه صورة مصر وأن تظهر بصورة سيئة».

وردا على سؤال قارئة تدعى رانيا، حول ما هي القصص التي لا يمكن للصحافيين أن يكتبوا عنها بسبب القيود على حرية الصحافة، قال صبري: «هناك الكثير من القصص التي تخص معاناة الناس العادية لا يمكن تغطيتها صحافيا».

وقالت دانا: «في أعقاب ثورات الربيع العربي كانت الناس معتادة على وجود الكاميرا في الشارع ووجود من يلتقط لهم الصور، ولكن الأمور تغيرت كثيرا خلال الخمس سنوات الأخيرة»، وأضافت: «لكي تقوم بالتصوير في الشارع لا بد أن يحمل الصحافي تصريحا بذلك».

وقال صبري إن ظروف العمل الصحافي الآن تذكره بظروف العمل أثناء حكم حسني مبارك.. أيام الثورة كانت أروع ظروف للعمل الصحافي، وبحسب تعبيره «جنة الصحافة» ولكن الأوضاع تغيرت للأسوأ مرة أخرى.

وعلق مدير مكتب «نيويورك تايمز» قائلا: «إن هناك صعوبة كبيرة في العمل الصحافي بمصر، ولكنها ليست البلد الوحيد الذي يحدث فيه ذلك، وصحيح أن الصحافيين الأجانب يواجهون صعوبة في أداء عملهم، لكن الصحافيين المحليين عليهم التعامل مع اعتبارات حقيقية تخص أمنهم الشخصي وسلامتهم».

وفي مقارنة بسيطة بين الأوضاع في مصر الآن وأميركا ترمب، قال صبري: «لقد كانت حرية الصحافة في أميركا وكيفية معاملة الصحافيين أمرا نحتذي به ونطالب به ولكن الأمور تغيرت أيضا في أميركا في عهد ترمب».

وقالت سيما إنها قبل أن تعمل على قصة خبرية عليها أن تفكر في سلامتها أولا، وإن الأمر يزداد صعوبة في التقاط الصور في المناطق التي تقع خارج نطاق القاهرة، لأن الناس لا تكون معتادة على التصوير».

وتطرق الصحافيون المشاركون لقضية الثقة في وسائل الإعلام، واستفسر ديكلان والش عن مواجهة الصحافيين للاتهام بكتابة «الأخبار المفبركة»، وقالت سيما بأن هناك مصطلحا آخر هو «أخبار ذات أجندة».