هل بدأ الإعلان على الإنترنت في التراجع؟
إذا لم يكن لديك «بلوكر» نافذ وقوي، فإنك من بين عشرات الملايين الواقعين ضحية سيول من الإعلانات غير المرغوبة على الإنترنت والتي أصبحت مصدر إزعاج كبير بالنسبة لمستخدمي الكومبيوتر حول العالم.
الآن انتقل الإزعاج إلى شركات الإعلان ذاتها، ليست تلك الصغيرة التي تشبه سمك السردين، بل الأكبر شأنا منها التي لا تستطيع أن تفرّط لا في مكانتها ولا في مستوى ما توفّره من إعلانات على هذا الوسيط المهم. ومع أن الحجم المادي للإعلانات تجاوز في العام الماضي ملياري جنيه إسترليني في بريطانيا وحدها، إلا أن القلق يسود الأوساط المعنية لعدة أسباب:
- الكثير من الإعلانات التي تنشر على الإنترنت لا تستطيع فرض نفسها على الصفحة التي قصدتها إلا من بعد أن تنقر على زر الفتح. لكن عددا قليلا من مستخدمي الإنترنت يقوم بذلك، ما يعني انخفاضا ملحوظا في إيراد هذا النوع من الإعلانات الشبكية.
- الإحصاءات تؤكد أن نصف ما ينشر على الإنترنت من إعلان يجري تفحّصه. أحدها (صادر عن مؤسسة Tess Alps) يؤكد أن الزخم الذي أنجزته المؤسسات التي عمدت إلى الإعلان على الإنترنت بدأ ينقلب إلى عكس ما تتمناه: المشكلة، كما تجمع عليها الدراسات، أن الإعلان المنشور في الصحيفة هو جزء منها، أما ذلك المنشور على صفحة الموقع فهي تبقى مفروضة ما يسبب تراجع مئات الملايين من المستخدمين عنها.
- السبب الثالث هو الحواجب الإلكترونية التي باتت معتمدة لكي تمنع الإعلانات. أحد أفضل هذه الحواجب أو «بلوكرز» هو AdBlock الذي بلغ عدد مستخدميه 300 مليون فرد حول العالم. الواضح، تبعا لذلك، أن الرغبة السائدة الآن هي «تصحيح الاعوجاج» و«تقويم بزنس الإعلانات» على الإنترنت وليس الحد منها. يقول بيتر ماركي، المسؤول عن الإعلان في مؤسسة البريد البريطانية إن النشر على الإنترنت مهم جدا بسبب أن الإنترنت وسيط بالغ القوّة ويرى أن الإعلان عليها يوازي الإعلان على المحطات التلفزيونية.
بدوره، يؤكد «مكتب الإعلان على الإنترنت» The Internet Advertising Bureau أن الإعلان على المواقع الشبكية ليس في خطر. المتحدث باسم المكتب تيم إلكينغتون يذكر أن «القيمة المسجلة من مبيعات الإعلانات على الإنترنت ليست في خطر. المشكلة هي في أنها لم تؤد بعد إلى التأثير المطلوب» ويضيف: «كل استخداماتها المباشرة هي جزء من السبب في عدم الإقبال عليها، ما يجعلني أعتقد أن المستقبل هو للإعلان الترويجي غير المباشر المكتوب على شكل مقال أو تحقيق».
من ناحيته، يقول رايان كانجيزر، شريك في مؤسسة Media Sense ونقلا عن مجلة «ميديا ويك» إن الأمل هو في «تقرّب جديد لمسألة الإعلان على الإنترنت. أنا لا أعتقد أن مبدأ الإعلان على الإنترنت في خطر، لكن هو بحاجة إلى تصليح. المشكلة في نظري هي في أن سمعة الإعلان على الإنترنت ليست جيدة».