«نيويورك تايمز» تنوع مصادر دخلها عبر «التطبيقات المتخصصة»

أطلقت تطبيقا للرأي بستة دولارات
أطلقت تطبيقا للرأي بستة دولارات

بعد أن أعلن الرئيس التنفيذي لـ«نيويورك تايمز» مارك تومسون في فبراير (شباط) الماضي عن عزم الشركة على إطلاق مجموعة تطبيقات متخصصة للرأي والأقسام الأخرى في الصحيفة، أصبح من الممكن لقراء «نيويورك تايمز» الآن الاشتراك وتحميل تطبيق خاص بالآيفون لمقالات الرأي، باشتراك رمزي قدره ستة دولارات أميركية.


ويأتي الإعلان عن التطبيق بوصفه خيارا متاحا لمشتركي النسخة الإلكترونية الذين يدفعون قرابة 410 دولارات أميركية سنويا للحصول على جميع الأخبار والمقالات وتقارير الصحيفة الشهيرة.

ومن التطبيقات التي أعلنتها «نيويورك تايمز» وستكون متاحة للقراء والمعلنين تطبيقات منوعة تتيح للمستخدم التحكم بالمساحات الإعلانية، أو التخلص من الإعلانات كليا وبمقابل مبلغ رمزي يدفعه من أجل تصفح كامل دون إعلان. هذه البدائل والخيارات تأتي في إطار خطة الشركة لرفع عائداتها المالية من الخدمات الرقمية، في ظل المنافسة والصراع المحتدم بين الصحف الورقية والإلكترونية.

وكان تومسون قد أعلن في مؤتمر الإعلام الرقمي الذي أقامته «فايننشيال تايمز» فبراير الماضي أن «نيويورك تايمز» تعتزم تخصيص تطبيقاتها بشكل أدق وأكثر تخصصا، مما سيجعل القارئ يدفع بقدر رغبته في القراءة أو الحصول على معلومات تهمه في مجال معين، مبديا ثقته أن لا خوف من المنافسة مع صحف إلكترونية أو حتى وسائل تواصل اجتماعي، حيث عدها جزءا مكملا من قدرة أي صحيفة أو وسيلة إعلامية على التكامل والاستفادة من المواقع والتطبيقات الموازية لصنع انتشار أكثر، أو استهداف شرائح معينة ديموغرافيا أو جغرافيا بناء على المعلومات المتوفرة والمتاحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المنوعة.

«نيويورك تايمز» ما تزال تحصد مراكز متقدمة من ناحية التوزيع والمحتوى، وكذلك فيما يتعلق بأرقام المشتركين في خدماتها الرقمية التفاعلية. فعلى مستوى التوزيع الورقي احتلت المرتبة الثانية بتوزيعها 1.8 مليون نسخة متفوقة على «يو إس إيه تودي»، لكنها لم تصل بعد إلى مستوى توزيع «وول ستريت جورنال» التي توزع أكثر من 2.3 مليون نسخة يوميا.

وفي تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني فبراير الماضي قالت إن دخل الصحيفة من الاشتراكات الرقمية فقط بلغ 149 مليون دولار بارتفاع نسبته 36 في المائة عن 2012. وبلغ عدد مشتركي النسخة الرقمية منها أكثر من 780 ألف مشترك، وهو ما يحقق عوائد مالية مرتفعة للشركة، حيث تبلغ قيمة الاشتراك السنوي لجميع النسخ الرقمية وعلى جميع التطبيقات الكفية وأجهزة الكومبيوتر المحمول مبلغ 410 دولارات أميركية تخصم شهريا من الحساب البنكي بقدر 35 دولارا.

وكانت الشركة قد أعلنت في التقرير ذاته المتضمن تصريحات لرئيسها التنفيذي، أن هناك تراجعا في الإعلان لكن بنسبة ضئيلة، وهو ما تستعيض عنه الشركة بتنويع مصادر الدخل وإتاحة مساحات إعلانية أكبر على الأجهزة الكفية والمحمولة، مما يمكنها من المقاربة في تراجع توزيع النسخة الورقية مستقبلا.

ولدى الصحيفة ست فئات اشتراك أعلاها 45 دولارا أميركيا في الشهر، ومنها يستطيع المشترك الحصول على خدمات الأرشيف وقراءة الصحيفة على جميع التطبيقات والحصول على النسخة الورقية، إضافة إلى أكثر من 17 مزية أخرى يتضمنها الاشتراك. وأقل الفئات تلك الفئة التي أعلنت عنها «التايمز» الأسبوع الماضي عن اشتراك خاص بمقالات الرأي قيمته ستة دولارات شهريا.

خدمات الكتب والفيديو لا يستطيع المشترك في الفئات الأقل الحصول عليها، بل يتطلب ذلك الاشتراك في الخدمة الأغلى والمسماة «تايمز بريميوم»، تليها خدمة «التطبيقات الرقمية» بـ35 دولارا أميركيا، وتتدرج الأسعار حتى تصل إلى الفئة قبل الأخيرة المسماة «نيويورك تايمز الآن» وتقدم الأخبار الفورية، إضافة إلى تمكين القارئ من تصفح مواضيع مختارة من نسخة اليوم ذاته.

وتتخوف كثير من الصحف الورقية من خسارتها للقراء والمعلنين، وهو ما يدفعها إلى تنويع استثماراتها وتطوير المحتوى وتنويعه ليكون متاحا لجميع الشرائح العمرية والاجتماعية، ولتكون الصحيفة في مأمن من منافسة مواقع التواصل الاجتماعي، التي تقدم الخبر من غير مصدره لتصنع بهذه الطريقة «قارئا كسولا»، على حد تعبير المتخصصين.