بقلم محمد الصاحي: دفاتر العزة والكرامة
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكرهُ أن أكون له مجيبا.. يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا، هكذا تعلمنا في مدارسنا ومن أصول عروبتنا، أن السفاهة لا يرد عليها.. لكنها فرصة سانحة لتذكر التاريخ كي لا ينساه أحد بقصد أو بدون في ظل محاولات مستميتة -مدفوعة- لتشويه هذا التاريخ.
«إن كنتوا نسيتوا اللي جرى.. هاتوا الدفاتر تنقرا»، لم يكن هذا المثل الذي قالته النائبة في مجلس الأمة الكويتي صفاء الهاشمي، سوى حقيقة، بأن لا ينسى أحد فضل أحد عليه، ولا تنسى دولة فضل أخرى عليها، لكن الحقيقة الغائبة فيما قالته النائبة أنها تعمدت -بعدما قرأت التاريخ- أن لا تستفاد مما قرأته أو تعترف بحقيقته، فكل كتب التاريخ ومن كتبوها لم يبخسوا دور مصر في دعم ومساعدة الكويت كما هو الحال مع باقي الدول العربية.
مقدمة الدفاتر مكتوب فيها: «إنها مصر كالرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا امتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر علمت العرب القراءة والعلوم، وأرسلت مدرسيها ومعلميها للكويت -كباقي الدول العربية- لتعليمهم على نفقة الدولة المصرية دون أن يتقاضوا أي مقابل من تلك الدول، كما هو الحال مع الأطباء والمهندسين.. جامعتها القاهرة خرجت أكثر من مليون طالب عربي برعوا في شتى المجالات، من بينهم الكويتيون معظمهم بدون أي رسوم أو مصاريف دراسية وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق للتحفيز.
وبعد قراءة تلك الدفاتر مرارا وتكرار بناء على طلب النائبة الكويتية لم نجد فيها، غير صفحات مسطورة بالعزة والكرامة لمصر والمصريين، وأياديها البيضاء على العرب وفي مقدمتهم الكويتيين، فالدور المصري في تحرير الكويت بعد الاجتياح العراقي لها عام 1990 لم ينسه إلا جاحد أو حاقد، والذي لولا هذا الدور لكانت الكويت المحافظة التاسعة عشرة من محافظات العراق.
الجيش المصري، رفض مغادرة الكويت بعد تحريرها إلا بعد التأكد من عودة النازحين الكويتيين -جراء الغزو العراقي- إلى مساكنهم، كذلك لم تهدأ الجهود المصرية على كافة المستويات منذ بدء الغزو العراقي حتى أعادت الشعب الكويتي إلى أرضه وإجبار الجيش العراقي على التراجع.
دفاتر مصر مليئة بالصفحات المضيئة والأيادي البيضاء التي امتدت لجميع العرب دون أن تنتظر رد الجميل، أو اعتراف بالثناء والشكر، علمت الأبناء، وداوت المرضى، وحررت الأراضي، ولن تتوقف عن دورها، فالكبير لا يثنيه عن دوره سفاهة -مدفوعة-، وعلاقة مصر بالكويت لا تعوقها تفاهات الصغائر.
حفظ الله مصر، حفظ الله الكويت، حفظ الله العرب، ووقانا شر الفتن