الرياض تقرّ مجدداً بارتكاب أخطاء في حرب اليمن دون محاسبات
أقرّت السعودية، أمس الاثنين، بأخطاء ارتكبها التحالف العربي الذي تقوده في اليمن، خلال عمليات الاستهداف العسكري، وأودت بحياة مدنيين بينهم أطفال.
وقال عسيكر العتيبي، المسؤول بوزارة الدفاع السعودية، إن تحقيقات التحالف خلصت إلى "وجود بعض الأخطاء غير المقصودة" في عدد من عمليات التحالف باليمن، وإن "الفريق المشترك لتقييم الحوادث" أوصى بضرورة محاسبة الجناة وتعويض الضحايا.
وفحصت لجنة الأمم المتحدة المعنيّة بحقوق الطفل، أمس، السجلّ السعودي فيما يتعلّق بالالتزام ببروتوكول بشأن الأطفال في الصراعات المسلّحة، وأثارت مراراً قضية أطفال قُتلوا بهجمات للتحالف باليمن، وفق ما نشرت وكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء.
وقال كلارنس نلسون، نائب رئيس اللجنة: إن "هذا الأمر مستمرّ منذ سنوات. لكن لا توجد معلومات بعد عن مقاضاة أو معاقبة أو التعامل بأي شكل من الأشكال مع أيٍّ من الجناة أو الأشخاص المسؤولين عن هذا النوع من الأفعال".
وعلى الرغم من التقارير الأممية التي تُثبت الجرائم المرتكبة في اليمن، قال العتيبي للجنة التي تضمّ 18 خبيراً مستقلاً: إن "التحالف الذي تقوده السعودية ملتزم بالقانون الدولي الإنساني، ولديه قائمة تضمّ 64 ألف هدف محتمل باليمن يُحظر استهدافها، منها المستشفيات والمدارس".
وسألت رينيت وينتر، رئيسة اللجنة، لماذا تكرّرت إصابة المدارس والمستشفيات؟ وقالت: "تقولون إن هذا حادث عرضي؛ كم من مثل هذه الحوادث يمكنكم تحمّله؟ وكم منها يمكن للناس في هذا البلد تحمّله؟".
وأشارت وينتر إلى ضربة جوية على حافلة مدرسية، في أغسطس، بمحافظة صعدة بشمال اليمن، قُتل فيها العشرات.
وقال التحالف، في الأول من سبتمبر، إنه يعترف بأن الهجوم الجوّي قتل عشرات الأشخاص بينهم أطفال بحافلة، وبأنه لم يكن مبرَّراً. وتعهَّد بمحاسبة المسؤولين عن الخطأ.
وقال بندر العيبان، رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية الذي قاد وفداً حكومياً، إن قافلة صعدة "كانت تنقل بعض المسؤولين العسكريين الحوثيين"، وتابع: "غير أن الضربة الجوية لم تُنفَّذ بما يتّفق مع قواعد الاشتباك، لأن القافلة لم تكن تشكّل خطراً على التحالف".
وألقى العيبان بالمسؤولية على الحوثيين لتعريضهم مدنيين بينهم أطفال للخطر باستخدامهم المدارس والمستشفيات "كملاجئ".
وجدير بالذكر أن السعودية أقرَّت سابقاً بقصف التحالف للمدنيين، وتعهّدت بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، دون أي تقدّم يُذكر في هذا الأمر.
وتواجه المملكة ضغوطاً دولية متزايدة، ومن ضمن ذلك من حلفائها؛ كي توقف سقوط الضحايا المدنيين في الحرب اليمنية المستمرّة منذ ثلاثة أعوام ونصف، وقُتل فيها أكثر من 10 آلاف شخص، ودفعت ذلك البلد الفقير بالفعل إلى شفا المجاعة.
وتقود السعودية، منذ العام 2015، تحالفاً من عدة دول عربية بينها الإمارات لدعم الشرعية اليمنية وقتال مليشيات الحوثيين التي تسيطر على العاصمة اليمنية، بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.