"سمر بدوي" .. المرأة التي أشعل اعتقالها أزمة بين السعودية وكندا

"سمر بدوي" .. المرأة التي أشعل اعتقالها أزمة بين السعودية وكندا
"سمر بدوي" .. المرأة التي أشعل اعتقالها أزمة بين السعودية وكندا

تسببت تغريدة عنها من السفارة الكندية في الرياض بأزمة غير مسبوقة في العلاقات بين كندا والسعودية، فمن هي سمر بدوي التي دافعت كندا عنها؟


سمر بدوي هي ناشطة سعودية ليبرالية وشقيقة الناشط المعروف المسجون حالياً رائف بدوي وزوجة الناشط وليد أبو الخير المسجون أيضاً والذي كان رئيس مرصد حقوق الإنسان في السعودية.

اشتهرت بعدما رُفعت دعاوى قضائية على والدها الذي كان يعنفها جسدياً مدة 15 عام بعد وفاة والدتها، لكن والدها اتهمها بالعصيان والعقوق تحت نظام وصاية ولي الأمر، لتسجن 6 أشهر في عام 2010 حتى أطلق سراحها بعد حملات تضامنية محلية وعالمية.

وحازت بدوي، خلال مسيرتها كناشطة في مجال حقوق الإنسان، جائزة وزارة الخارجية الأمريكية لأكثر النساء شجاعة بالعالم في عام 2012، وكرّمتها حينها السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما، إلا أن تلك الجائزة لم تكن تشفع لها، حيث جرى التضييق عليها ومنعها من السفر .

وفي عام 2016، أعلنت منظمة العفو الدولية أن السلطات السعودية ألقت القبض على بدوي مجدداً، في حين قالت إنصاف حيدر، رئيسة مؤسسة رائف بدوي وزوجته: إن سمر "متهمة بإدارة حساب (تويتر) الخاص بزوجها" وليد أبو الخير، الذي يقضي عقوبة بالسجن 15 عاماً، ليكون أول شخص يطبق عليه قانون محاربة الإرهاب، الذي يمنع انتقاد النظام في البلاد.

ولم تدم مدة احتجاز بدوي طويلاً، فقد أفرجت السلطات السعودية عنها سريعاً بعد يوم واحد من إلقاء القبض عليها.

لم تتخلص بدوي من قضبان السجن بعد؛ بل سُجنت مجدداً في مطلع أغسطس الحالي، ضمن حملة تشنها السلطات على الناشطين والدعاة المشكوك في ولائهم لسياسة ولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان.

اعتقال بدوي لفت انتباه ضمير السفارة الكندية لدى السعودية، التي غردت في الخامس من أغسطس تقول: "تشعر كندا بقلق بالغ إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في السعودية بما في ذلك سمر بدوي، نحث السلطات السعودية على الإفراج عنهم فوراً وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال حقوق الإنسان".

 تشعر كندا بقلق بالغ إزاء الاعتقالات الإضافية لنشطاء المجتمع المدني ونشطاء حقوق المرأة في #السعودية ، بما في ذلك #سمر_بدوي . نحث السلطات السعودية على الإفراج عنهم فوراً وعن جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال #حقوق_الانسان.

هذه التغريدة أشعلت فتيل أزمة غير متوقعة بين السعودية وكندا؛ إذ أعلنت السعودية، فجر الاثنين الماضي، استدعاء سفيرها لدى كندا للتشاور، في حين اعتبرت السفير الكندي لدى المملكة "شخصاً غير مرغوب وعليه مغادرة البلاد"، كما جمدت التعاملات التجارية مع أوتاوا.

وتشنّ السلطات في المملكة حملة واسعة على كلّ من لا يؤيّدون سياسة ولي العهد، حيث اعتُقل العديد من العلماء والدعاة، كما اعتقل العديد من الناشطات الليبراليات.

وانتقدت جماعات حقوقيّة، منها منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية"، حملة الاعتقالات السعودية، وطالبت بإطلاق سراحهم فوراً.