بقلم عمر المصرى: فتاة المترو .. عندما يكون الموت حلاً
خاص سياسي
انشغلت مواقع التواصل الإجتماعي بفيديو يعرض انتحار فتاة عشرينية بالانتحار تحت عجلات مترو أنفاق القاهرة ، ولحق نشر الفيديو عدة تكهنات حسمتها الرواية الرسمية بأن أسباب اجتماعية وخلافات عائلية هي السبب وراء انتحار الفتاة .
يعرف الانتحار (Suicide ) بالفعل العمد لقتل النفس مع اختلاف أسبابه وتعدد وسائله وأساليبه ويعد الانتحار عالمياً هو السبب الرئيسي الثاني للموت عالمياً فمع التقدم العلمي تطورت أدوات الأنتحار آخرها اختراع الهولندي ألكسندر بانينك " ساركو " وهي أداة لتسهيل الانتحار أو ما اسماه ( الموت الرحيم ) .
" الحياة لا تحتمل سامحوني " بهذه الرسالة القصيرة اختتمت الفنانة العالمية داليدا حياتها قبل إنتحارها بتناول جرعات زائدة من الأقراص المهدئة، لم تكن داليدا وحيدة في قائمة طويلة لا تنتهي لشخصيات عامة ناجحة اختارت الموت حلاً، إلا أن إنتحار الممثل الأمريكي روبن وليامز الحاصل على جائزة الأوسكار الذي شنق نفسه بحزام بعد فشله في قطع شرايين معصم يده كانت الأغرب حيث هزت العالم في العام 2014 حيث ترتبط الصورة الذهنية لمشاهدي روبن بالفكاهة والكوميديا التي يتميز باحتراف أدوارها .
وحسب منظمة الصحة العالمية يضع مايقارب 800000 شخص نهاية لحياته كل عام منتحراً حيث تستأثر البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بنحو 78% من حالات الأنتحار وهو ما دفع أكثر من 28 دولة حول العالم لاطلاق استراتيجية وطنية للوقاية والحد من الانتحار .
وقد صنفت المنظمة مصر من بين أقل الدول في معدلات الانتحار بأقل من خمس حالات بين كل 100 ألف شخص.
وفي اليابان يعرف الأول من سبتمبر بيوم انتحار المراهق حيث يوافق أعلى نسبة تاريخية للانتحار وهو ما يرتبط ببداية العام الدراسي في نظام تعليمي شديد التنافسية فتشير الاحصاءات أن خلال الفترة من 1972 إلى 2013 إنتحر قرابة 18 ألف طفل ياباني وتحتل اليابان المرتبة الثانية عالمياً حيث لا يعد الانتحار في اليابان مجرد حادث لكنه أحد المعتقدات السائدة من حيث طريقة الانتحار حيث تحتفظ اليابان بالطريقة الأغرب على الأطلاق وهي ما يسمى بـ (الهاراكيري ) أو قطع البطن حيث تنتشر هذه الطريقة بين محاربين الساموري .
حيث يعد الانتحار في اليابان وسيلة للتعبير عن تحمل المسئولية والاعتراف بالذنب يمارسها المسئول مهما كانت درجة مسئوليته سواء كان وزيراً أو مواطناً عادياً وهو أمر يرتبط بغياب الأيمان بالقضاء والقدر في العقائد المنتشرة باليابان وهي البوذية و الشنتو .
وتتفق الديانات السماوية على تحريم الأنتحار فلا يجوز الإقدام على قتل النفس بأي سبب من الأسباب لقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً).
ويعد الاكتئاب والاضرابات النفسية عاملين رئيسين للانتحار بينما تتعدد الظروف الاقتصادية والمعيشية المؤدية إلى فقدان الأمل وهو ما ينذر بضرورة دق ناقوس الخطر لكل من هو عرضة للاصابة بالأمراض النفسية وضرورة استشارة الطبيب النفسي .