بقلم طارق بصمه: عندما أسقطت دمشق أحلام المتآمرين
هي دفاعات جوية سورية أسقطت آمال الحالمين بعد أن أعلنت دمشق نصرها اليقين عقب إسقاط صواريخ أتى بعضها من أرض عربية".
إنه فجر السبت المتزامن مع الرابع عشر من شهر نيسان/ابريل 2018 حين استفاق السوريون على خبر استهداف بلادهم بوابل من الصواريخ أطلقتها دول معادية.
انطلاقا من ذلك قالها بغضب أحد المواطنين على قارعة إحدى الطرقات السورية " كيف تقصف دمشق والخبراء الأمميون لم يصلوا بعد إلى مكان الاستهداف الكيميائي المزعوم ؟! هل علينا أن نعتبر تلك الخطوة استباقا للنتائج ؟أم خوفاً منها ؟؟؟ ".
ساعات الصباح الأولى في سورية لم تكن مختلفة عن غيرها من الأيام مطلقا فها هم السوريون يجوبون الطرقات. كما هي الشوارع قد اغتصت بالمركبات التي حملت أعلام الوطن ورايات النصر أطلت من نوافذها شاجبة اعتداءات قوى العدوان الثلاثي وأذرعهم العربية التي تقف ضمناً وراء العدوان.
أطل السوريون من شاشات إعلامهم الرسمي في بث حي و مباشر مستنكرين هذا الاعتداء الغاشم الذي طال أرضهم محيين بطولات جيشهم الأبي وانتصاراته التي أوجعت قوى التآمر العربي واسقطت مشاريعه في المنطقة.
في حلب احتشد آلاف المواطنين في ساحة سعد الله الجابري منددين بالعدوان الأمريكي البريطاني الفرنسي على سورية محتفلين بانتصارات الجيش المتتالية على تلك الأرض ومؤكدين لمرة أخرى ثقتهم بجيشهم وحلفائه الأوفياء الذين صنعوا الانتصارت.
هذا المشهد تكرر في كافة المدن والساحات السورية على امتداد جغرافيا الوطن إضافة إلى بعض الساحات والشوارع العربية والعالمية التي شهدت عددا من المسيرات الاحتجاجية. في ذات السياق وخلال تصريح صحفي أشار أمين سر مجلس الشعب السوري النائب خالد العبود إلى أنه من المسلم به أن إدارة ترامب تعي تماماً أن سورية لا تمتلك أي سلاح كيميائي على أراضيها، لذا فقد اضطرت الإدارة الأمريكية لتلفيق الحجج و فبركة الذرائع لإقناع ناخبيها والرأي العام العالمي بصحة هذا العدوان".
وأضاف العبود موضحا "الأمر الذي جعل هذا العدوان ممسوخا وهزيلا هو إسقاط الدفاعات الجوية السورية لاكثر من 70% من الصواريخ المعادية الأمر الذي جعل صرفه في السياسة يكاد يطابق الصفر".
ثم اختتم العبود حديثه مخاطبا السوريين بتلك الكلمات " أيها السوريون المنتصرون تذكروا ان هذا العدوان ليس جديدا عليكم والمطلوب منكم هزيمته مثلما فعل آباؤكم وأجدادكم قبل عقود من السنين، فمثلما هزمنا الاستعمار الفرنسي نحن قادرون على هزيمة هذا العدوان، و مثلما فعلها آباؤنا في حرب تشرين نحن قادرون على فعلها اليوم".
الجدير بالذكر أن تاريخ هذا العدوان تزامن اليوم بشكل تقريبي مع ذكرى جلاء الفرنسيين عن تلك الأرض. هذه الذكرى التي مازال يحتفل بها السوريون في كل عام مستذكرين بطولات وتضحيات أبناء وطنهم ابتداء من سلطان باشا الأطرش و صالح العلي مروراً بإبراهيم هنانو و غيرهم الكثير. أولئك الثوار الحقيقيون الذين سطروا ملاحما من البطولة والشرف و سقوا بدمائهم تراب الوطن لتبقى سورية أبية قوية عصية على قوى العدوان العالمي المختلفة.
اختلفت هنا الحروف ولم تختلف الدوافع والظروف فقبل سنوات خلت أقدمت بريطانيا وفرنسا و"إسرائيل" على ضربات مماثلة عام 1956 حين استهدافت جمهورية مصر العربية بغارات عديدة بعد أن قرر الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر (تأميم) قناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالمتوسط، واليوم نحن نرى نفس القوى تقريبا تنفذ عدوانا جديدا على سورية بحجج واهية رداً على (تأمين) دمشق من خطر شراذم الإرهاب العالمي لبيقى السؤال الذي يطرحه المتابعون مطروحا " كيف سيكون رد محور المقاومة القوي على الاستفزازات الصهيونية الأخيرة؟ خصوصاً بعد أن فقد السوريون الثقة بالعديد من الحكام العرب ومواقفهم الممولة والمؤيدة للعدوان الأخير".
هذا الأمر الذي بات واضحا من خلال اللقاءات التلفزيونية والإذاعية التي أجراها السوريون و"التغريدات" التي أطلقوها على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأيام و الساعات الماضية حين اقتبس بعضهم مقولة للشاعر الدمشقي الراحل نزار قباني، "أهداها" للحكام العرب بعد انعقاد قمتهم في "الظهران" البارحة جاء في الاقتباس " أيها السادة هذا آخر موعد حب يتاح لكم فأحِبوا بعضَكم قبل أن تنقرضوا".