ما حقيقة الخطط الروسية لقطع الإنترنت عن عدة دول؟

كشف تقرير أمني، عن تجارب روسية تجريها قوتها البحرية لقطع الإنترنت عن بعض الدول؛ من خلال استهداف الخوادم العالمية لهذه البلدان، في حين أكّدت التحقيقات التي قام بها فريق علمي من الخبراء البريطانيين والأمريكيين أن بعض التجارب نجحت مؤخراً في قارة أفريقيا.


ويأتي هذا التقرير كنتيجة للتحقيقات التي أجراها الفريق الأمريكي البريطاني عن الأسباب المجهولة التي أدّت إلى انقطاع خدمة الإنترنت عن دولتي موريتانيا وسيراليون وعدد من الدول الأفريقية، مساء يوم السبت 31 مارس الماضي، والتي تسبّبت بوقف جميع الخدمات الإلكترونية المقدمة في موريتانيا وسيراليون، وقطع اتصالهما بخدمة الإنترنت الدولية.

وفي الوقت الذي عزت فيه السلطات الموريتانية سبب انقطاع الخدمة إلى حادث عرضي في الكابل البحري الناقل لخدمة الأنترنت، وجد التقرير أن الأسباب متعمّدة، وتمت باستخدام معدّات خاصة لذلك، في حين أكّد التقرير الأمني أن هذه الحادثة مشابهة لمحاولات روسية سابقة في مناطق مختلفة من العالم.

وقالت ماري ستيفان، الخبيرة الفرنسية في شبكات الاتصالات، لـ "الخليج أونلاين"، إن الكابلات البحرية تمّت صناعتها بتقنيات خاصة يصعب قطعها بأي حادث عرضي، وذلك بعد التجارب التي مرّت بها الكابلات البحرية منذ أول تجربة ناجحة، تم خلالها مدّ كابل اتصال بين بريطانيا وفرنسا، في سبتمبر 1851.

وأضافت ستيفان، وهي أحد فنيي شركة "بويج تيليكوم" الفرنسية في باريس، أن الأحداث الطبيعية أو ما تسبّبه السفن والحيوانات البحرية كانت تمثّل تهديداً لعمل كابلات الاتصال البحرية، حتى تم تداركها بمواد صناعية حديثة، فضلاً عن دفن هذه الكابلات في الرمال، ووضع قوانين عالمية لمرور السفن التي يمكن أن تسبّب أي أعطال محتملة للكابلات البحرية.

ووفقاً لما نقلته صحيفة "بزنس إنسايدر" بنسختها الفرنسية، فإن الكابل الذي تم قطعه في الساحل الأفريقي يبلغ طوله 17 ألف كيلومتر، في حين أكّدت الصحيفة أن بعض المدن في موريتانيا وسيراليون وعدد من الدول الأفريقية ما زالت تعاني من انقطاع خدمة الإنترنت؛ بسبب تدمير البنية التحتيّة للاتصالات التي سبّبها انقطاع الكابل البحري.

في حين نقلت الصحيفة عن محللين سياسيين فرنسيين قولهم إنه وبالرغم من عدم وجود مؤشرات مؤكّدة على أن روسيا كانت متورّطة في قطع كابل ACE، فإن هذه الحادثة ستخدم الدراسات الاستراتيجية العسكرية عن التأثير الذي يمكن أن يحدثه طرد بلد من الإنترنت عن طريق قطع كابلاته البحرية.

من جهتها أشارت شركة "Dyn" لإدارة أداء الإنترنت إلى أن خدمة الإنترنت تأثرت أيضاً في ساحل العاج، والسنغال، وغينيا الاستوائية، وغينيا، وغينيا بيساو، وليبيريا، وغامبيا، وبنين، في حين أكّدت "Dyn" أن سيراليون لم تتأثّر كلّياً، إلا أن حكومة سيراليون فرضت تعتيماً كلياً للإنترنت على سكّانها في ليلة 31 مارس وحتى صباح الأول من أبريل؛ في محاولة للتأثير على إجراء الانتخابات.

يُشار إلى أن العام الماضي شهد عدداً من التحذيرات الأمنية المماثلة، كان آخرها ما جاء في التقرير الأمني الذي أورده مركز التبادل السياسي، والذي قدّمه الأدميرال البحري الأمريكي جيمس ستافريديس، قال فيه: "إن القوات الغواصة الروسية قامت بأنشطة رصد واستهداف مفصّلة في محيط البنية التحتية للكابلات البحرية في شمال المحيط الأطلسي".

الجدير بالذكر هو أن كابل "ACE" المتضرّر مسؤول عن ربط 22 دولة أفريقية بفرنسا، ولم يشهد أي حوادث منذ أن تم تحديثه في عام 2013، وهو ذات العام الذي حذّرت فيه الفرق الفنية القائمة على تحديث الكابلات البحرية من وجود أنشطة مجهولة للبحرية الروسية تجري بالقرب من مكان الكابل.