بقلم ﺩ.ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺬﺣﺠﻲ:ما لا يجرؤ الآخرون على قوله في اليمن

بقلم  ﺩ.ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺬﺣﺠﻲ:ما لا يجرؤ الآخرون على قوله في اليمن
بقلم ﺩ.ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺬﺣﺠﻲ:ما لا يجرؤ الآخرون على قوله في اليمن

الحديث عن دولة الأمر الواقع، وليس النظام والقانون، وعن دولة التبعية، وليس القرار الوطني والشعبي والسيادي.


الصواريخ الباليستية اليمنية التي تصل إلى الرياض بالمملكة العربية السعودية..عبارة عن صفقة صواريخ هواسونغ-5 من كوريا الشمالية بقيمة 500 مليون دولار أمريكي، وهي مطورة من صواريخ آر -17 ألبروس الروسية، ونسختها الإيرانية عبارة عن شهاب-1، وتمت سنة 2008، وهذه الصفقة في الأساس لم تكن لليمن، وإنما تم التمويه بأنها لليمن يومها، وهي كانت في الأصل للمملكة العربية السعودية، وتعرف السعودية كل تفاصيلها، وتدخل الرئيس علي عبد الله صالح، وادعى ملكيته للصفقة بناء تفاهم سعودي، ومن يومها، واليمن تمتلك تقنية صاروخية مشتركة ما بينها وما بين طهران، وهنا تتبلور فكرة تطوير المدى بخبرات إيرانية، وقطع الغيار التي تهرب من إيران إلى جماعة الحوثي في اليمن نظرًا لأن هذه الصفقة افتقدت لقطع الغيار بعد اعتراضها في البحر من قبل الأسطول الأمريكي الخامس.

مواقع التطرف وليس الإرهاب في اليمن
1. مراكز السنة السلفية: مركز دار الحديث بصعدة، ويعد الشيخ المربي مقبل بن هادي الوادعي الذي أقام مركز دماج في صعدة هو الرب الروحي للسلفية في اليمن، ومراكز دار الحديث بصنعاء، ومركز دار الحديث (معبر) بذمــــار للشيخ محمد بن عبد الله الإمام، والذي يعد المؤسس الثاني للسلفية في اليمن، ومركز (حبيش) بإب، ومركز (الفيوش) بعدن، ومركز (الشحر) حضرموت، ومركز بيحان (محافظة شبوة)، ومركز (محافظة الحديدة).

2. مراكز ومساجد ومعسكرات الشباب المؤمن الحوثية: منتشرة في كل مدن ومديريات الشمال خصوصًا بعد انقلاب 21 سبتمبر (أيلول) 2014.

3. أخرى: جامعة الإيمان في العاصمة صنعاء التابعة للشيخ الزنداني، ومراكز الصوفية، ومختلف المساجد المنتشرة في اليمن، والتي تسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين.

الدعم القطري للحوثيين يفوق إيران وجزءًا من معركتها مع الدول الأربع وتعد إعلان حرب على اليمنيين
تتكشف الأحداث الأخيرة في اليمن بأن دعم قطر لميليشيا الحوثي في اليمن لا يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين، والجماعات الإرهابية الأخرى، فظاهريًا تبدو القنوات والمنابر الإعلامية الفضائية والإلكترونية فتلك ما تقدمها كذلك إيران، لكن برز هناك تطور خطير يتمثل برعاية خفية لفعالية ومهرجان السبعين بأمانة العاصمة صنعاء  المناهض لقوات التحالف العربي لدعم الشرعية بتاريخ 26 مارس (آذار) 2018، والذي خصصت قطر له مبلغ مليون دولار أمريكي، وتمتلك قطر أدواتها الخفية في إيصال الأموال منذ إنشائها صندوق إعادة إعمار صعدة، في حين كانت تسخر الأموال للدعم الطائفي، وتدريب وإعداد المقاتلين الحوثيين، وتسليحهم بمبلغ يتجاوز نصف مليار دولار أمريكي في وقتها، وقد ثبت بما لا يقطع مجالًا للشك بأن قطر تقدم الدعم المالي في حين دومًا إيران تركز على تهريب الطائرات المسيرة، والقوارب المسيرة والمفخخة، والألغام البحرية، وقطع غيار الصواريخ البالستية، والدعم اللوجستي المستمر بخبراء التطوير والتدريب من لبنان، وخلايا نائمة في دول القارة الأفريقية.

مخاطر تحوُّلات جيواستراتيجية تؤدي إلى تقسيم اليمن في حدود الأمر الواقع

الترجمة العملية لفشل النظام الحاكم لدولة ما بعد 1990، يتمثل في بوادر عودة دول ما قبل سنة 1990، لكن مع تحسينات قد تطول تقسيم الشمال بشكل أكبر، والمدخل لذلك الأمر فوق الواقعي (سيرالية) تم التفاهم عليه في جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بالرغم من أن الشمال لا يقبل الانقياد في الواقع لضوابط بناء الدولة، وتحت مخرج  التقسيم اللامركزي والإداري  الجديد لليمن.

العمالة والموظفون السريون في اليمن بحكم التبعية وليس القانون
بمراجعة مذكرات وكتابات الدكتور عبد الكريم الإرياني، وكذلك عبد العزيز عبد الغني، وكلاهما خازن أسرار الدولة في اليمن سنكتشف المزيد من المعلومات عن هذا الحقل، وكذلك متى ما توفرت مناسبات لعقد ندوات لعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية الذين عملوا في اليمن. وهذا الحقل يشمل مكافحة الإرهاب، وصندوق النقد والبنك الدولي، والمساعدات والمنح المقدمة للشعب اليمني، ويشمل هذا الحقل الرواتب الشهرية المقدمة من عديد دول الخليج لشخصيات سياسية، واجتماعية، وعسكرية في اليمن، فضلًا عن استقرار العديد من الأفراد، والكيانات اليمنية في بلدان خارج اليمن ليشمل ذلك القنوات الفضائية، ومختلف المراكز التعليمية والتدريبية كبيروت وإستانبول والدوحة وطهران… إلخ.

1. محلي وإقليمي.
لم يعد الحديث عن ماهية الانقلاب في اليمن، وتورط إيران فيه، أو قوى عربية أخرى، أو حتى داخلية، لكن الواقع أن اليمن يدار بالتبعية، وصراع ما بين قطر والإمارات في اليمن من جهة ذكية ناعمة، لكن هناك زاوية إقليمية أكبر وأدق، ومكشوفة أخرى للصراع، والحديث عن التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران، وما وراءهما من دول العالم الكبرى، لكن في الأخير تظل قطر الإخوانية تتأرجح بناء تقاطع المصالح في كل المربعات، حيث قد أفرد الكاتب محمد النعماني توصيفًا دقيقًا للحالة اليمنية، والجدير ذكره أن الكاتب فيصل القاسم ومقدم برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة كتب موضوعًا عن الحالة القطرية الإخوانية بإسقاط سياسي أوجز فيه أن تقاطع المصالح في السياسة ليس عمالة.

2. أسرار الاستحواذ على مجموعة ابن لادن واحتياطي النفط في اليمن.
لا يعرف الكثير بأن مجموعة ابن لادن هي من كانت ستنفذ مشروع جسر مدينة النور بباب المندب بكلفة 200 مليار دولار أمريكي بناء مخططات شركة النور القابضة التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقرًا لها، وعندما رفض الرئيس علي عبد الله صالح ذلك التنفيذ (المشروع) إلا بموجب نسبة شراكة 50%، كان رد صناع القرار والوسطاء التنفيذيين في الولايات المتحدة الأمريكية بأنهم سيقلبون (سيسقطون) نظام الحكم في اليمن بأقل من5% من قيمة المشروع، وهذا ما حدث فعلًا سنة 2011. لكن تظل الاستثمارات النفطية في اليمن، ومخطط الولايات المتحدة الأمريكية في التوجه نحو اليمن كموقع جديد للتنمية مرهون بنفاذ احتياطي المملكة العربية السعودية من المخزون النفطي الاستراتيجي، وبقية دول الخليج وإيران، وهذا ما يبرر حالة الأزمات والمراوحة، والتعطيل الواضح للتنمية في اليمن، ورأس حافون في الصومال، وجنوب السودان حتى إشعار آخر.

كلفة الحرب البشرية والمادية والمعنوية في اليمن
تكلفة الحرب كلفة إنسانية باهظة في اليمن، بدون الرجوع للإحصائيات، ولا كذلك لخسارة دول الخليج، لكن معرض الحديث يقتصر  فقط على كلفة الحرب، وضحاياها بين أوساط الشعب اليمني، وانهيار شامل للنسيج الاجتماعي اليمني، والقيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية، والتماسك الأسري، وتغول الأحقاد البينية! باب الخسارة مفتوح وبلاحدود.