"الجارديان": 800 مليون شخص يسافرون 30 دقيقة يوميًّا للحصول على المياه!

"الجارديان": 800 مليون شخص يسافرون 30 دقيقة يوميًّا للحصول على المياه!
"الجارديان": 800 مليون شخص يسافرون 30 دقيقة يوميًّا للحصول على المياه!

حذرت دراسة بيئية من أن معدلات عدم المساواة في الحصول على المياه تتزايد في أكثر دول العالم تعرضًا للإجهاد البيئي، وأظهرت الدراسة أيضًا أن أكثر من 800 مليون شخص يحتاجون للسفر والانتظار مدة 30 دقيقة على الأقل للوصول إلى الإمدادات الآمنة من المياه، وفق ما نشر في تقرير لصحيفة «الجارديان» البريطانية.


وعلى الرغم من الزيادة الشاملة في توفير مياه الصنبور، إلا أن الدراسة التي جاءت تحت عنوان: حالة مياه العالم لعام 2018، ترسم الفجوات داخل الدول وبينها؛ بينما تواجه المجتمعات الفقيرة منافسة على مستودعات المياه الجوفية والأنهار مع الزراعة والمصانع المنتجة سلعًا للمستهلكين الأكثر ثراءً.

وقد نشرت منظمة WaterAid غير الحكومية، التي ركزت على الجفاف في كيب تاون بجنوب أفريقيا مؤخرًا، أن المجتمعات في العديد من المناطق الأخرى اعتادت منذ فترة طويلة على طوابير المياه والإمدادات المحدودة منها.

وقال التقرير إن أكثر الدول تضررًا هي إريتريا، إذ يحصل 19% فقط من السكان على المياه الأساسية. ويليها بابوا غينيا الجديدة، وأوغندا، وإثيوبيا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والصومال. ليس من قبيل المصادفة أن العديد من هذه الدول لديها أعداد كبيرة من اللاجئين الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة.

داخل البلدان، هناك أيضًا تباين كبير في الدخل وعوامل أخرى. في النيجر، يحصل 41% فقط من أفقر الناس على المياه، في مقابل 72% من الأغنياء. وفي مالي المجاورة، يحصل 45% من الفقراء على المياه، مقارنة بـ93% من الأغنياء.

ونقل التقرير عن ليزا شيشيتمان، مديرة السياسة والدعوة لمنظمة WaterAid قولها: «إن عدم المساواة في الحصول على المياه آخذ في النمو نتيجة لنقص الإرادة السياسية. ثمة مخاطرة من ترك الناس يعانون، لا سيما في المناطق الريفية النائية والمجتمعات المشردة».

وأكثر الفئات المعرضة للخطر هم المسنون والمرضى والمعاقون والمشردون في المناطق النائية أو الريفية. الجنس هو أيضًا عامل رئيسي؛ لأن النساء يتحملن عبء جمع المياه. إن المهمة التي تستغرق وقتًا طويلًا للحصول على الخمسين لترًا الموصى بها من الأمم المتحدة في اليوم لأسرة مكونة من أربعة أشخاص تستغرق ما يعادل شهرين ونصف الشهر من كل عام.

وقد أشار التقرير إلى أن الأطفال غالبًا ما يكونون ضحايا، مع ما يقرب من 289 ألف طفل يموتون كل عام بسبب أمراض الإسهال المرتبطة بسوء الصرف الصحي.

ومع ذلك، رصد التقرير أن نسبة سكان العالم الذين يحصلون على مياه نظيفة بالقرب من منازلهم قد ارتفعت من 81% إلى 89% منذ عام 2000. ولكن هذا يترك 844 مليون شخص مع رحلة وطوابير انتظار تمتد لأكثر من 30 دقيقة على الأقل للوصول إلى مصدر آمن للمياه.

وقد تحقق التقدم الأكبر في الدول النامية الكبيرة سريعة النمو. شهدت الصين زيادة في عدد السكان يصل إلى 334 مليون شخص بين عامي 2000 و2015، تليها الهند بـ301 مليون. وكان أكبر ارتفاع نسبي في أفغانستان، إذ زادت جهود إعادة الإعمار بعد الحرب نسبة السكان الذين يحصلون على المياه من 27% إلى 62% منذ عام 2000. وشهدت دول لاوس واليمن وموزمبيق ومالي أيضًا تقدمًا سريعًا.

ومع ذلك، يشير التقرير إلى هدف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السادس، وهو توفير المياه المأمونة والصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030. هذا الصيف، سيجتمع قادة العالم في نيويورك لمراجعة التقدم على هذا الصعيد، ولمتابعة أهداف تنموية أخرى.

لسد هذه الفجوة، تطالب منظمة WaterAid بتخصيص المزيد من عائدات الضرائب لتوفير المياه للدول الأكثر فقرًا، ولتحسين الإدارة البيئية، وتقديم الدعم للأشخاص الذين يدافعون عن حق الحصول على إمدادات المياه الآمنة. فيما يتزايد تعقيد مشكلة الوصول إلى المياه بسبب تغير المناخ، والتلوث، وتزايد عدد سكان العالم. وتوقع تقرير منفصل أصدرته الأمم المتحدة في وقت سابق أن 5 مليارات شخص قد يواجهون نقصًا في شهر واحد سنويًّا بحلول عام 2050.

وقال جوناثان فار، المحلل السياسي البارز في منظمة WaterAid حول الأمن المائي وتغير المناخ: إن موجات الجفاف الأخيرة أبرزت كيف أن الطقس المتطرف يضيف مزيدًا من الضغوط على الدول الأكثر فقرًا.

وأضاف فار: «كيب تاون هي نداء لليقظة، يذكرنا بأن الحصول على الماء، أغلى مورد لدينا، يتعرض لتهديد متزايد. أولئك الذين تم تهميشهم حسب العمر، أو الجنس، أو الطبقة الاجتماعية، أو الإعاقة، أو الذين يعيشون في حي فقير، أو مجتمع ريفي بعيد، يكون من الأصعب وصولهم إلى المياه، وسوف يستمرون في المعاناة طالما أن الحكومات لا تعطي أولوية لتمويل الوصول إلى المياه للجميع…»