بقلم د.عباس منصور: أفريقيا .. عدنا وعادت
أفريقيا القارة السمراء – بيتنا الذي نعيش فيه – بعد أن كنا المثل الأعلى والقدوة التي ينظر إليها كل أفريقي ، بعد أن كنا الأمل والملجأ والملاذ الذي يتمناه ويحلم به كل أفريقي، تركنا كل ذلك بإرادتنا وبعدنا عنها فبعدوا عنا و لجأوا لغيرنا رغم احتياجهم الشديد لنا وعدم استغنائنا عنهم ويمكن أن نفعل الكثير معا ، يمكن أن نبني أفريقيا من جديد ونتطور ونرفع من شأن القارة كلها بالتعاون الجاد.
لكن لماذا بعدنا عنهم؟ لماذا لم نفكر في هذا البعد ؟ هل كنا فعلا نستطيع الاستغناء عنهم؟ لماذا لم نفكر فيمن سيأتي بعدنا ويملأ الفراغ الذي تركناه؟ لماذا لم نفكر فيمن لا يحبنا ولا يتمني لنا الخير؟ لماذا لم نفكر في الذين يحاولون إبعادهم عنا ويتسببون في خلق المشاكل لنا؟ هل سنكرر ذلك؟
أعتقد لا، لأن الله رزقنا قيادة حكيمة واعية ومدركة لكل ما يدور حولنا ومهتم جدا بأفريقيا، وبدأ بالفعل بالتواصل والزيارات والتعاون مع الكثير من دول القارة.
أحبوه و استقبلوه واحتفلوا به وبدأت العلاقات تتطور وتزدهر وعادت مصر إلي وضعها الطبيعي ودورها الفاعل في القارة والدفاع عنها وتمثيلها في المحافل الدولية، وترأست مصر الاتحاد الإفريقي وها هي تعود أفريقيا إلي حبيبتها مصر ورأينا ذلك في الكثير من الأحداث والفعاليات وأخرها بالأمس في المنتدي الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا وعودة العلاقات المصرية الأفريقية في مجالات التعليم والبحث العلمي والاستفادة من الموارد الطبيعية في القارة وانعكاسها علي الاقتصاد وتقوية العلاقة والتواصل بين العلماء والباحثين والمبدعين الأفارقة.
وسنري مستقبلا الكثير من المنتديات والتعاون في شتي المجالات وخاصة تبادل الطلاب والباحثين والعلماء وستزدهر قارتنا بفضل القيادة الحكيمة والواعية التي تبني وتعمر وتقرب بين دول القارة وعود علي بدء ستقوم جامعتنا بعقد" ملتقي الثقافة الأفريقية جسر التواصل بين الشعوب"، حيث نشأت الحضارات القديمة في أفريقيا وتعددت الثقافات في دولها مما أوجد اتصال وتشابه بين هذه الثقافات التي تحاول أن تحافظ علي تراثها ووجودها وهويتها حتي تتغلب على التحديات التي تواجه القارة السمراء وتحاول اجتثاث تفردها الثقافي وتنوع مصادره وأشكاله، وسنقوم بالتركيز علي نقاط التلاقي من المجتمعات الإفريقية المختلفة.
شكرا لقيادتنا الحكيمة التي فتحت الباب للتقارب والتواصل والتعاون والعيش في أمن و أمان وسلام - وتحيا مصر أم الدنيا.