بقلم إبراهيم الشهابي: تركيا حالة انفصام إستراتيجي "عفرين"

بقلم إبراهيم الشهابي: تركيا حالة انفصام إستراتيجي "عفرين"
بقلم إبراهيم الشهابي: تركيا حالة انفصام إستراتيجي "عفرين"

تركيا القومية تتصارع مع تركيا الإسلامية وتتنازع مع تركيا العضو فى حلف الناتو.. ووسط هذه الفوضى تنهار تركيا تدريجيًا وتتنهى استراتيجيًا. 


تصفير المشكلات.. بهذا المبدأ انطلق مشروع حزب العدالة والتنمية.. وقد صاغه احمد داود أوغلو مُنظر السياسة الخارجية التركية في كتابة (العمق الاستراتيجي)، والواقع أن هذ الطرح انتهى نهاية مأساوية.. نتيجة الرقص الاردوغاني على كل الحبال.. رقصة عشوائية مليئة بالشبق السياسي. 

عمليات القتل التى تقوم بها تركيا ضد الأكراد السنة.. هى أكبر دليل على أن أردوغان وكل أدوات الدولة التركية.. تتحرك بالتوظيف وليس باستقلالية.. وتركيا الآن بحساباتها القومية تنقض على تركيا الإسلامية بثوبها العثماني المزركش. 

إن حالة القتل والتدمير للنساء والأطفال والشيوخ المسلمين.. تنهى أسطورة السلطان وتحطم ما بناه من صروح بدماء العرب فى ليبيا وسوريا والعرب واليوم يظهر الجيش التركي (جيش الخلافة).. الذى سلحة الناتو يضرب دولة عربية وينتهك القانون الدولي. 

الجيش التركي يقوم بعملياته العسكرية في سوريا بحسابات الناتو وليس حسابات تركيا.. فالناتو قام ببناء وتسليح الجيش التركي بهدف مواجهة روسيا.. وبهذا المنطق تحرك الجيش التركي في سوريا.. وليس هذا ببعيد عن الطائرات بدون طيار التي هدمت القواعد الروسية. 

تركيبة الفصام التركي.. تقود تركيا لتحقيق أهداف غيرها على الدوام.. ومنذ اللحظة التي اتفق فيها اردوغان واوباما على أن تلعب تركيا دورها في تأجيج الربيع العربي.. ولأنها جزءا من البيئة الإستراتيجية التي صنعتها أمريكا ووظفتها في الشرق الأوسط.. تستخدم ويتم توظيفها.

بخطوة واحدة.. وظفت امريكا تركيا فى إخضاع الأكراد لحسابات واشنطن فى سوريا.. وبخطوتين خسرت تركيا استثمارها السياسي والاقتصادي فى كردستان العراق وكردستان سوريا منذ 2003 .

الرؤية التركية الآن .. ليست أكثر من حالة مصنوعة ومضغوطة وموجهة.