بقلم نيفين منصور: خراب اليمن ومن بعدها إيران

بقلم نيفين منصور: خراب اليمن ومن بعدها إيران
بقلم نيفين منصور: خراب اليمن ومن بعدها إيران

انتهي علي عبد الله صالح من الوجود شر انتهاء وكان مصيره القتل والتمثيل بجثته ... وانتهت من أفعاله اليمن، تحولت إلي بلد يحتاج للترميم من جديد بلد يحاصره الجوع والفقر والمرض والموت ... عناد وسعي وراء الملك والملك في النهاية لله الواحد القهار لا يدوم لأحد مهما عاش ومهمافعل ... إنما هو طوَّق من نار حول رقبة كل ظالم يبحث عن المجد علي جثث العباد. 


الحوثيون يقاتلون القوات الموالية لهادي وقوات تنظيم القاعدة تحاول الاستيلاء علي الأرض والسيطرة وسط زحام النزاعات، هكذا يكون الأمر، عندما يتقاتل الأهل والعشيرة تجد من يحاول التسلل وسط الزحام ليحقق مكاسبا لحسابه دون وجه حق ، وسط زحام المنازعات يضطرب الفكر والعقل وتكون القرارات محدودة وتُفتح أبواب الشيطان لتدمير الوحدة والأُلفة وتُدمرالبلاد وتمتلئ النفوس بالكفر عندما تكون محاطة بكل مقوماته بعد الرغد والهناء .

والأيام دُول يوم لك ويوم عليك،ساعدت إيران الحوثيين علي خراب البلاد فإذا بهم تدور عليهم الدوائر ويأتي يومهم وتتحول إيران إلي دماء متناثرة وكر وفر وينتشر النزاع بين ابنائهم كما ساعدوا من قبل علي تخريب اليمن وتفرقة الأهل والعشيرة، أيّام تحت اجل لتأمل ، صراعات متكررة يوم هنا ويوم هناك والمستفيد الوحيد من يبحث عن القوة والسيطرة علي العالم بأثره.

من قام من قبل بقلب أنظمة الحكم فيدول المنطقة ككل و حاول تفتيت كل دولة قوية صامدة .. تونس ومصر وليبياوالسودان وسوريا والعراق واليمن والبقية تأتي ، منهم من استطاع الصمود ومنهم من مازال يحاول لم الشمل ومحاربة الإرهاب ومنهم من تفتت بعد ألفة ومحبة ومنهم من بات في تعاسة وتشرد ...كل هذا من نتاج الساحر الذييقف وراء الستار يحاول أن يحرك الكون وفقًا لأهوائه ووفقا لمصالحه.ً

خطط منظمة مدروسة تحول كل ما هو سليم لرماد ، يستغل الساحر المحرك لتلك الأمور أخطاء الحكام ويزرع بذرةالتمرد في النفوس ويتحول التمرد إلي عناد ومن ثم إلي حرب وشقاء وخراب علي الجميع، حكمة تحتاج للتوقف والمراجعة ، كيف يستطيع هذا الكيان السيطرة علي عالمنا العربي والشرقي؟...بمنتهي السهولة بدراسة الثغرات التي يتركها الحكام في البلاد.

اذا اتخذ كل حاكم نهج المولي عز وجل في الحكم واتقاء الظلم لن يستطيع أحدأن يدمر وحدتنا وألفتنا ، لن يستطيعأحد أن يتصيد الأخطاء ويحولها إلي نقاط ضعف ومن ثم يستغلها للهجوم علي بلادنا ، نحتاج جميعًا إلي الفرار إلي الله وتأمين أنفسنا من شر الفتن، والمسئولية لا تقع علي الحاكم فقط إذا كان المجتمع قد تغلغل فيه الفساد منأصغرهم لأكبرهم، المسئولية تقع علي الجميع، من يريد الأمان لنفسه ولأولاده فليتق الله وليقول قولًا سديدا حتي لا نسمح لأحد أن يقتل وحدتنا ومستقبلنا ويدمر حياتنا ويصعد علي أرواحنا بكل جبروت للوصول إلي غايته في امتلاك العالم ونشر الفكر الصهيوني المتسلط في كل الأنحاء.

الجوع والفقر والمرض والقهر والظلم كلها مقومات سقوط الحكم في أي دولة كانت وفِي كل الأزمان ، تحديات صعبةلأي حاكم يقف أمامها عاجزًا كيف يستطيع السيطرة علي شعبه وسط تلك التحديات التي ترهق النفوس وتعمي القلوب وتجعل الحقد سمة من سمات البشر تحرك مشاعرهم وتجعلهم لا يؤمنون بمفهوم الانتماء ومفهوم الوطن وعزة الأرض والعرض. 

الجائع لا يبحث سوي عن طعامه حتي لو كان في يد عدوه ، لن يشعر حينها بمفهوم الخيانة إنما يحركه غريزة بشريةلا يستطيع أي كائن حي أن يحيا بدونهاأو أن يستغني عنها، ورغم كل ما هو معروف عن الكلاب من وفاء لأصحابهم إلا أنه اذا ترك الانسان الكلب المعروف بالوفاء دون طعام فإنه سوف يأتي عليه اليوم ليأكله ، رغم صفة الوفاء التي يحملها ما بال الانسان الذي نادرا مايحمل صفة الوفاء كيف به الحال إذا جاع أو عطش ولَم يجد من يسانده في أرضه ووطنه ، بالتأكيد سوف يحتضن العدو الذي يُؤْمِن له ما لم يؤمنه له الوطن والأهل والعشيرة.

والمظلوم يعميه الظلم والغضب ويتحول إلي إنسان حاقد يكره كل من حوله ويبقي علي استعداد في سبيل الرغبة في الانتقام أن يدمر كل من ظلمه وكل من لم يمر بتجربته من ظلم حتي ولو كان أقرب المقربين إليه ليشفي غليله ، إلا إذا كان مؤمنًا شديد الإيمان بالمولي عز وجل، وقد يُدمر المظلوم وطنه إذا يأس من أن يجد من ينصفه فيه ويشعره بآدميته ، وتلك مع الأسف مسئولية الجميع ، كل من يري الظلم ولا يحاول تغييره أو يشاهده في صمت محاولًا تجاهله ليحافظ علي حياته ومصالحه أو خوفًا من ملاقاة مصير المظلوم. فليحذر الجميع من تلك المحن الصعبة التي يستغلها العدو في السيطرة علي بلادنا وتدمير وحدتنا والعبث بأقدارنا.