لماذا يجب على ولي عهد السعودية أن يقلق من مظاهرات الشعب الإيراني؟

استحوذ المشهد السياسي الإيراني الحالي على عناوين الأخبار في السعودية بسبب المظاهرات التي تزال مستمرة بسبب غلاء الأسعار في إيران.


ومن المثير للدهشة تركيز الإعلام السعودي المبالغ فيه على تلك الأحداث. قد يزعم البعض أن السبب وراء هذا الاهتمام الكبير هو اعتقاد السعودية أن الشعب الإيراني سيكون حليفا لها ضد الحكومة الإيرانية، ولكن بالطبع هذا الاعتقاد عارٍ تمامًا من الصحة؛ حيث إن البغض بين الشعب السعودي والشعب الإيراني يعود لأزمنة بعيدة وله جذور قوية في نفوس الشعبين وخاصة إذا أخذنا طبيعة الشعب الإيراني في الحسبان، فهو معروف بميوله الثورية فمن يتأمل التاريخ الحديث لدولة إيران يجد أن خلال القرن الماضي قام الشعب بست ثورات أو تغييرات في الحكومة.

إذًن ما سبب كل هذا الاهتمام من الإعلام السعودي؟ ربما الهدف هو إقناع الشعب السعودي أن النظام الإيراني على وشك الانهيار فالعداء بين الدولة السعودية والإيرانية أصبح محل اهتمام ودعم من السعوديين فأصبح بالفعل قضية قومية.

وقد حرصت الصحافة والإعلام خلال السنوات القليلة الماضية على نشر وتعزيز هذا الشعور بين الشعب خاصة في ظل انتشار المذهب الشيعي وامتداده من البحر الأبيض المتوسط وحتى طهران، عاصمة إيران.

قد يكون من الصعب التنبؤ بما سوف تؤول إليه الأحداث في إيران إلا أن النتيجة المحتملة هي أحد الأمرين؛ إما أن تستطيع الحكومة الإيرانية القضاء على تلك المظاهرات وهذا يعني استمرار الدولة في محاولتها للتوسع في المنطقة أو سقوط حكومة روحيني وحينها ستتغير السياسة الخارجية للدولة وسيفرض الشعب رغبته التي عبر عنها في شعاراته "لا لغزة ولا لبنان، سأضحي بحياتي لإيران".

ولكن ما تأثير تلك المظاهرات على السعودية؟ ربما حان الوقت لولي عهد السعودية أن يتوقف عن خوفه من انتشار الديموقراطية في المنطقة وعليه أن يتخلص من هوس التوسع الإيراني؛ فتلك ليست أكبر مشاكله الحالية، ما يجب أن يثير قلق محمد بن سلمان حقًا هو احتمال أن يتعلم الشعب السعودي المطالبة بحقه مثل الشعب الإيراني.

قد يكون سلمان مخطئًا بشأن جعل الإعلام السعودي يركز على المظاهرات الإيرانية بهذا الشكل وخاصة في ظل الديكتاتورية التي يعاني منها السعوديون بحرمانهم من التعبير عن آرائهم واعتراضهم على ما قامت به الدولة من زيادة سعر الوقود إلى الضعف وفرض ضرائب على المبيعات لأول مرة في تاريخ الدولة بأكمله.. وأبسط مثال على كبح المعارضة في السعودية هو إلقاء القبض على الصحفي السعودي البارز صالح الشيحي للدفاع عن حق الشعب في الاعتراض خلال برنامجه التلفزيوني.

قد تثير المظاهرات الإيرانية رغبة الشعب السعودي في الاعتراض على قرارات الحكومة والتظاهر وخاصة بقدوم الذكرى السنوية السابعة للثورة المصرية التي غيرت ملامح العالم العربي للأبد، ربما يفكر الشعب السعودي في الحصول على حرية التعبير كتلك التي يتمتع بها الشعب الإيراني.