هل تظل العلاقة بين أمريكا وبريطانيا قوية في عصر "ترامب"؟

عندما تولي "ترامب" رئاسة الولايات المتحدة منذ أقل من عام مضى أصبح الناس يتحدثون عن غرابة هذا الشخص فهو غير طبيعي بالفعل. فكل أقواله وافعاله تعتبر مثيرة للجدل أو عنصرية.


مؤخرا أعاد "ترامب" نشر ثلاثة مقاطع فيديو معادية للإسلام وتثير مشاعر الحقد والكراهية ضد المسلمين. كانت تلك الفيديوهات منشورة من قبل نائب رئيس مجموعة بريطانية متطرفة وهو فصيل يميني معروف بتشدده مما يجعل ما فعله "ترامب" أمرًا مثيرًا للدهشة لأنه بذلك يعلنه دعمه وتشجيعه لتلك المجموعة المتطرفة.  وليس هذا بالأمر الغريب على "ترامب" فهو قد وصف من قبل مجموعة من المتظاهرين في تشارلوتسفيل الممسكين بشعارات النازية ومرتدين الرداء الرسمي لمجموعة كو كلوكس كلان التي كانت تعادي السود في العصور القديمة في أمريكا بانهم أناس ظرفاء ومحترمون كما قام بالتوقيع على قرار بحظر دخول المسافرين من سبعة دول مسلمة على أمريكا بعد تولية الرئاسة بفترة قصيرة.

ولكن ما فعله بإعادة نشر تلك الفيديوهات هو أمر يخص الشأن البريطاني بشكل كبير فهو بذلك يعمل على نشر الرعب والكراهية بين البريطانيين. وقد أدى هذا إلى إثارة غضب أغلب البريطانيين ضد الرئيس الأمريكي لذا فالتركيز الآن يقع على دعوة "ماي" رئيسة وزراء بريطانيا ل "ترامب" للزيارة. ففي ظل تلك الأجواء ستؤدي زيارة "ترامب" إلى زيادة كراهية وغضب هذا الشعب ضده. وعامة فإن هذا الأمر من شانه أن يلقي الضوء على العلاقة بين الدولتين.

هل فعلًا تحتل بريطانيا مكانة خاصة لدى أمريكا؟
يبدوا ان البريطانيين فقط هم الذي يعتقدون ذلك. فالأمريكان لا يستخدمون تلك العبارة قط. وقد أشارت نتائج دراسة أجريت في 2009  أن 14 دولة من 25 دولة أوروبية يعتقدون انهم يحتلون مكانة خاصة لدى أمريكا. لذا فالأمر يحتاج إعادة نظر، خاصة أن هذا الاعتقاد له تأثيره على قرارات بريطانيا فمثلا عندما قرر "توني بلير" دعم الولايات المتحدة والاشتراك في غزو العراق في 2003 كان ذلك بناء على اعتقاده بأنه يجب ان يظهر الولاء للولايات المتحدة طبقًا للعلاقة المتميز التي تجمع البلدين. وهو نفس الاعتقاد الذي دفع "ماي" إلى دعوة "ترامب" لزيارة بريطانيا.

فعلى الرغم ان البلدين لديهم تاريخا مشتركا معا وتتعاون الأجهزة الأمنية لكلا منهما بشكل كبير إلا أن بريطانيا تحتاج أن تعيد التفكير في علاقتها بأمريكا ولتكن مثل فرنسا.

فالرئيس الفرنسي "ماركون" استضاف "ترامب" في باريس ثم لم يتحرج من مواجهته بشأن قضية تغير المناخ. وتلك هي سياسة فرنسا دائمًا فهي تقرر ما تقرره بعيدا عن أمريكا سواء هذا القرار مع أو ضد قرارات واشنطن. بينما اتبع "توني بلاير" قرار الولايات المتحدة بشأن غزو العراق لم يورط "جاك شيراك" نفسه في هذا وظل بعيدا عن القضية.

ومما يزيد من ضرورة أن تعيد بريطانيا النظر في علاقتها مع الولايات المتحدة هي سياسة "ترامب" في التصرف دائمًا لما هو في صالح أمريكا فقط لا غير هذا بالإضافة إلى الأحداث السياسية الحالية التي تشير إلى قرب نهاية "ترامب" كرئيس لأمريكا.