هل الطبيعة الديموغرافية تسمح بتقسيم فلسطين؟
خاص سياسي - جهاد السقا
صوتت الأمم المتحدة منذ 70 عامًا على تقسيم فلسطين لإقامة دولتين متجاورتين، دولة إسرائيل وفلسطين فهل هذا الحل لا يزال ممكنًا؟
يتساءل المحللون ما إذا كان من الممكن أن يتفق كل الأطراف المتعلقة بالقضية وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الأمريكي ترامب على البدء في الجهود لتحقيق وجود الدولتين أم سيظل الوضع كما هو عليه؟
وكأمر طبيعي على الجانبين يوجد مجموعة من الناس لا تؤمن بإمكانية حل مشكلة تلك المنطقة مشيرين إلى تزايد المستعمرات في الضفة الغربية. فاليمين يرغب أن تضم إسرائيل أكبر مساحة ممكنة من الضفة الغربية ويتجاهلون بذلك رد الفعل الدولي لهذا القرار، اما من هم تابعين لليسار فيريدون استبدال إسرائيل بأكملها بدولة ذات قومية ثنائية فلسطينية إسرائيلية.
وكلا الجانبين غير واقعيين بالمرة لأن إسرائيل لن تتنازل ابدًا عن قوميتها.
وبسبب قلة الخيارات المتاحة فإن تقسيم الأرض هو أفضل خيار ممكن. ولكن هل تقسيم الأرض ممكنا من الناحية الجغرافية والديموغرافية؟ فالطبيعة الديموغرافية والجغرافية للضفة الغربية تلعب دورًا هامًا في التفكير بشأن قرار تقسيم الأرض بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
يستخدم الموقع الإلكتروني الجديد التابع لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والمسمى بالتسويات والحلول صورًا لمدنيين التقطت بأقمار صناعية لتوضيح ما يحدث في المناطق المستعمرة. فتقسيم الأرض لا يمكن ان يتم بدون دراسة مجموعتين من المستعمرين لما لهم من تأثير قوي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. فكلتا المجموعتان تعيشان خلف الخط الأخضر، وهي الحدود التي رسمت قبل حرب 1967، أحدى تلك المجموعتين تعيش في الغرب ضمن الجدار العازل الإسرائيلي (الذي بنته الحكومة الإسرائيلية خلال الانتفاضة الثانية في الفترة بين 2000-2005 للحد من تدفق الفلسطينيين من الضفة الغربية الذي كانوا يقومون بتفجيرات انتحارية).
والمجموعة الثانية تعيش خلف أو شرق الجدار العازل. وطبقًا لمكتب الإحصاءات المركزي الإسرائيلي حوالي 85% من الإسرائيليين يعيشون في الجهة الشرقية من الخط الأخضر 8% منهم يعيشون ضمن نطاق الجدار العازل في مناطق قريبة من المناطق الحضارية في إسرائيل. تلك النسبة تمثل 556 ألفا من الإسرائيليين يعيشون داخل أو قرب الجدار العازل و أكثر من 97 الفا يعيشون خارج هذا الجدار.
تدل تلك الأرقام على زيادة عدد المستعمرين ففي 2009 كان يعيش خارج الجدار حوالي 70 الف مستعمر وفي يونيه 2017 وصل هذا العدد إلى 97 الفا. من الناحية الديموغرافية والجغرافية عند تطبيق حل تقسيم الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستظهر مشكلة نقل تلك المستعمرتين، الأمر الذي يعد غاية في الصعوبة.
خاصة أنها مستعمرات معروفة بتشددها الديني وهم كانوا في الأصل قد اختاروا الضفة الغربية خصيصا مكانا للعيش بداية من أواخر الستينيات تحت قيادة رجال دين صهاينة رأوا أن العيش في الضفة الغربية واجب ديني واعتبروا أنفسهم جنود في معركة الاحتفاظ بالضفة الغربية كجزء من إسرائيل. وحاليًا تعتبر الضفة مكانًا مناسبًا لهم بسبب سعر المنازل التي تعتبر رخيصة نسبيًا.
وهذا لا يعني أن حل تقسيم الأرض مستحيلًا فهو ممكن إذا ارادت اسرائيل ذلك.