بقلم د. جاب الله أبو عامود: الحلول المصرية أمام المنظمة الأُمَمِية
خاص سياسي
لعل ما طرحته مصر من حلول لما يواجه المنطقة العربية من مشكلات يؤكد على حرص مصر على دورها الريادي العربي في حل ما يواجه الوطن العربي من مشاكل، على الرغم مما تخوضه مصر من تحديات علي المستوى المحلي والدولي، فالوطن العربي له أولوية في السياسية المصرية.
وتعد هذه الحلول التي طرحها الرئيس المصري في كلمته أمام الهيئة العامة للأمم المتحدة حلولاً -من وجه نظري - هي الأمثل والأجدر بالتحقيق؛ فقد ناقش سيادته خمسة حلول تحيط بجوانب الأزمات وتعد حلاً للمشكلات.
فبالنسبة للحل الأول: وهو التمسك بفكرة القومية كأساس لقيام الدول والبعد عن تفتيت الأوطان على أسس دينية أو عرقية؛ فالسودان -علي سبيل المثال- كانت ومصر دولة واحدة، ثم انفصلت إلى دولة مستقلة، ثم انقسمتا إلى دولتين؛ حيث استقلت جنوب السودان ذات الأقلية المسيحية عن شمال السودان، وعلى الرغم من أن الكنيسة المصرية تلعب دوراً هاماً في جنوب السودان، فإنه لا يخفى على أحد الأثر السئ لهذا الانفصال الذي أضعف الدولة والوحدة العربية.
كذلك الحال من محاولة انفصال إقليم كردستان ذي الأقلية العرقية عن العراق، ولا يغيب هذا السيناريو عن ليبيا وسوريا واليمن.
أما بالنسبة للحل الثاني: فهو بطرح تسويه عادلة لحل القضية الفلسطينية وفقًا لقرارات مجلس الأمن والقواعد والمبادئ الدولية وإقامة دولة فلسطين وفقاً لحدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية لاستعادة مصداقية الأمم المتحدة والنظام الدولي -علي حد تعبير السيد الرئيس- هي من المشكلات الرئيسية التي تشغل المنطقة منذ أمد بعيد، ولا يغيب ما تثيره هذه المشكلة من أفكار تهدد الأمن والسلم، ليس في المنطقة فحسب ولكن في العالم أجمع يتوارثه جيل بعد جيل.
- الحل الثالث: وهو مواجهة قاطعة وشاملة مع الإرهاب؛ فهذه المشكلة تشكل تهديداً للمجتمع الدولي في مجموعه، ولقد قام القانون الدولي منذ إنشائه من أجل تحقيق سبل التعايش السلمي بين الدول التي يهددها في المقام الأول الإرهاب؛ فالتعامل مع الإرهاب ينبغي أن يكون بصدق ومصداقية والبعد عن الازدواجية والشعارات الكاذبة.. فمحاربة الإرهاب يكون بالعمل دون القول بتجفيف منابعه والقضاء علي مصادر تمويله ومنع انتشاره والدعوة لفكره بمنعه من اعتلاء منابر إعلامية وقنوات فضائية.
ولا يخفى ما تقوم به دولة قطر في هذا المجال من دعم مادي ولوجيستي للمنظمات والجماعات الإرهابية على الرغم من ادعائها محاربته.
كذلك تجديد الخطاب الديني والدعوي بشكل يوضح سماحة الدين وبعده عن الدم وحرمة إراقته، لكي لا يُستغَل ذلك في تغييب عقول الشباب ودفعهم كوقود لنار الإرهاب الغاشمة.
- الحل الرابع: والتكلم عن المسؤليات المشتركة لأعضاء المجتمع الدولي نحو الأزمات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية المستدامة 2030 وفقاً لخطة الأمم المتحدة، فمما لا شك فيه أن الأزمات الاقتصادية من الأسباب الرئيسية لما يهدد المجتمع الدولي من مشاكل، كهجرة غير شرعية وإرهاب وغيرهما الكثير.
- الحل الخامس: بالتاكيد على مبدأ احترام القانون وسيادة الدول مع مراعاة البعد التاريخي والأخلاقي للتعايش السلمي من أجل تسوية المنازعات في عالمنا المعاصر.
تلك الحلول الجذرية الشاملة عالجت الأزمات والمشكلات العربية، بل والعالمية في ذات الوقت، لتحقيق خطوات جدية نحو الاستقرار والتنمية من أجل التعايش السلمي بين دول العالم والحرص على تحقيق السلام والأمن للأمم.