السماح للمرأة السعودية بالقيادة .. بداية لتغييرات خطيرة قادمة

أصبح الشباب في المملكة العربية السعودية أصحاب القرار بشأن الرأي العام لما يمثلون من أغلبية ساحقة ومن المتوقع أن يعمل هذا الجيل على إحداث تغييرات جذرية في المجتمع السعودي.

وخاصة أن من يدير البلاد الآن تحت اسم أبيه الملك هو محمد بن سلمان ذي ال 32 عاما الذي يعتمد بشكل كبير على دعم جيل الألفية له في تغيير المجتمع السعودي وقد بدأ ذلك بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.

القرار الذي أثار بدوره سخط العديد من السعوديين. وقد اظهر استفتاء للرأي أعد عام 2014 انقساما في الرأي العام بهذا الشأن فبينت النتائج أن تقريبا نصف الشعب السعودي ضد السماح للمرأة بالقيادة بينما وافق النص الآخر والجديد في الأمر أن الأمير محمد بن سلمان وعد بإحداث تغييرات كبيرة في المجتمع بتطبيق برنامج تطوير شامل.

وقد بدأت الانتقادات الموجه لهذا القرار في الصباح مباشرة بعد الإعلان عنه في النشرات الإخبارية المحلية وعقد مؤتمرا صحفيًا في السفارة السعودية بواشنطن.

وظهر هاشتاج على تويتر مسمى " الناس يرفضون قيادة النساء" ونشر أحد السعوديين تغريدة قال فيها إن هذا التغيير سيعقبه خلع النساء للحجاب والسماح للبيت الأبيض بإصدار القرارات الخاصة بالشأن السعودي . إلا أن مجلس كبار علماء المسلمين أشاد بالقرار لكنه أبدى بعض التحفظات بشأن الحفاظ على التعاليم الإسلامية.

وقالت بسمة عمير المدير التنفيذي لمركز خديجة بنت خويلد بجدة الذي يناصر التمكين الاقتصادي للمرأة أن "المجتمع السعودي مثل أي مجتمع آخر يقاوم التغيير".
ومن الناحية الاقتصادية يعد هذا القرار إيجابيًا فمن المتوقع أن يزيد النمو الاقتصادي بنسبة 1% سنويًا مما يضيف حوالي 90 مليار دولارًا من الناتج بحلول 2030 طبقاً لتقارير BI Economics.

وقد قامت السلطات السعودية بالقبض على العديد من رجال الدين والأكاديميين في بداية الشهر الحالي بناء على اتهامهم بصلتهم بقوى أجنبية ومجموعات إرهابية مما يجعل المعارضة للقرار ضعيفة.

ومن ضمن برنامج التطوير طرح أسهم شركة أرامكو للبترول التابعة للدولة السعودية في أكبر اكتتاب يشهده العالم. كما قام الأمير محمد بن سلمان بالفعل بخطوات تغاير كثيرا الدبلوماسية السعودية المعروفة بحذرها في تولي الأمور وذلك بإرسال جيش يحارب المتمردين في اليمن وقيادة حركة عزل دولة قطر.

ويبدوا أن الأمير محمد سوف يعمل جاهدا على تحقيق أحلامه حيث صرح في مقابلات عديدة أنه منذ الصغر يري أنه إما أن يتبع نفس طرق أسلافه أو يعمل على تحقيق رؤيته المتطورة للبلاد ويستشهد في ذلك بستيف جوبز وبيل جيتز ومارك زوكبيرج. كما صرح أن ما سيعمل على تحقيقه سيدهش العالم.