ثلاثة مشاريع ضخمة في المملكة السعودية .. لكن هل من مشتري؟
خاص سياسي - جهاد السقا
استطاعت الطبيعة الخلابة للبحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية أن تقنع ريتشارد برنسون مؤسس مجموعة Virgin ,احد أهم رواد الأعمال في الوقت الحالي بأن يكون واحدًا من أكبر شركاء الأعمال لحكومة المملكة لتنفيذ خططتها المستقبلية لبناء ثلاث مشاريع ضخمة تهدف لخلق موارد دخل متنوعة غير البترول الذي يعتبر مصدر الدخل الحالي الوحيد للبلاد.
أحد تلك المشاريع هو بناء منطقة تجارية تدار بالطاقة المستدامة وفريق عمل من الرجال الآليين. والمشروع الثاني هو عبارة عن مدينة ترفيهية قرب العاصمة الرياض. والمشروع الثالث هو منتجع سياحي ضخم على جزر بالبحر الأحمر. وتعتبر تلك المشاريع بمثابة نقلة كبيرة لإحداث تغييرات حديثة في للبلاد المعروفة بتحفظها الشديد.
وتعتبر تلك المشاريع بنات أفكار الأمير محمد بن سلمان ذي ال 32 عامًا فهو الذي اقترح إحداث إصلاحات جزرية في البلاد لخلق موارد متنوعة للاقتصاد غير البترول والعمل على تغيير المجتمع السعودي بتبني سياسة أكثر انفتاحًا. فاستضاف هذا الأسبوع أكثر من 3500 مستثمر أجنبي ومصرفيين ومديرو شركات في مؤتمر ضخم بالرياض لحثهم على الاستثمار في المملكة.
وليست تلك المحاولة الأولى فقد اشترك صندوق الاستثمار العام الخاص بالمملكة خلال السنوات القليلة الماضية في العديد المشاريع الجديدة مع سوفتبانك وبلاكستون والحكومة الروسية بالإضافة إلى أوبر. وبينما بدأت بعض تلك المشاريع في جنى ثمارها وإنتاج عائدات إلا أن بعض الشركاء يقومون فقط ببيع البضائع والخدمات للمملكة وجني الأرباح.
وأثناء إعلانه عن مشروع المنطقة التجارية والتكنولوجية المسماة "نيوم: صرح الأمير محمد بن سلمان قائلًا "إن هذا المكان هو للحالمين فقط الذين يرغبون في تقديم شيئًا جديدًا للعالم". وأضاف " سيكون لنا العديد من الشركاء من داخل تلك القاعة وخارجها لتحقيق تلك الفكرة." ومن أهم أهداف هذا المشروع تشجيع المواطنين السعوديين على الإنفاق الداخلي وذلك لخلق فرص عمل وتعزيز الاقتصاد المحلي. ولكن تلك التطورات تطلب إنفاقًا ضخمًا على البناء والتجهيزات كما أنها لن تدر ارباحًا سريعة للبلاد بل ستستغرق الوقت الطويل للبناء.
ولكن السؤال الذي يجب أن يثار الآن: هل تستطيع المملكة تنفيذ تلك الخطط الكبيرة التي سوف تعتمد بشكل كبير على الاستثمار الأجنبي؟ يقول أحد الخبراء من مدرسة لندن للعلوم الاقتصادية " تلك المشاريع ستؤتي ثمارها بعد حوالي خمسة عشر أو عشرين سنة فإذا كان يمكن لهم الانتظار فالأمر جيد." وأضاف “إن المشروع أشبه بالخيال كما أنه لن يقدم حلولًا جزرية للمشاكل الاقتصادية المتوقع حدوثها خلال الخمس أو العشر سنوات القادمة."
كما أن تاريخ المحاولات السابقة للبلاد لإنشاء مشاريع مماثلة غير مبشرة في معظم الحالات فقد نجحت فقط في إنشاء مناطق خاصة للصناعات الثقيلة ولكن لم تحقق أيه نجاحا في محاولتها لإنشاء شبكة من المدن الاقتصادية أو الحي المالي بالرياض. والبعض يقول إن الفرق تلك المرة يكمن في أن الأمير محمد بن سلمان لديه قوة مركزية سوف تعمل على تحقيق تلك المشاريع.
وصرح الأمير محمد خلال المؤتمر الذي عقده للكشف عن مشروع المنطقة التجارية "نيوم" أنها سوف تقام على أرض تشبه الجنة على خليج العقبة ومن المفترض أن يكون مركزًا يجمع كبار العاملين في وظائف المتعلقة بالتكنولوجيا البيئية والطاقة البديلة والخدمات الرقمية.
ولجذب رؤوس الأموال والعمالة سوف تكون تلك المنطقة معفية من قوانين المملكة ولن يحتاج من يسافر إليها تأشيرة بالإضافة إلى منافع أخرى. كما أعلن الأمير محمد أن بمرور الوقت سوف يكون العاملين بالمنطقة من الرجال الآليين كما تم منح رجل آلي مسماة بصوفيا الجنسية السعودية الأربعاء الماضي للدلالة على جدية تلك الخطط. وسوف يشرف على المشروع كلاوس كلاينفيلد الألماني الجنسية والمسئول السابق عن المجمع الصناعي لسيمنس وشركة الألومنيوم ألكوا.
وقد حصل المشروع "نيوم" بالفعل على مستثمرين جانب من بينهم سوفتبانك الشركة اليابانية العملاقة.
ويبدوا أن مشروع "نيوم" سوف يعتبر مثيلًا لسيليكون فالي في الشرق الأوسط كما أن مشروع المدينة الترفيهية سوف يكون بمثابة والت ديزني الشرق الأوسط أيضًا.
ويبدوا ذلك من خلال المعروضات في المؤتمر الذي وضحت ما ستكون عليه تلك المدينة الترفيهية من ألعاب حديثة وضخمة ومن المتوقع أن يكون المنتجع السياحي غاية في الجمال لما يحتويه الموقع المختار من مناظر طبيعية خلابة.