بقلم د. إسلام عوض: لماذا أغلقت إسرائيل الأقصى؟!
قرأت مقالًا كتبه الدكتور زياد الشامي، بدأ فيه بتأكيد أن قرار إغلاق المسجد الأقصى بالكامل بأمر من رئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو"، ومنع المسلمين من أداء صلاة الجمعة فيه لأول مرة منذ نحو خمسة عقود، لم يكن ردة فعل إسرائيل على الحادث الذي وقع صباح الجمعة الماضي في صحن مسجد قبة الصخرة، مؤكدًا أنه قرار قديم ونية مبيتة، وخطة مرسومة ليس للقدس فحسب، بل لكل معالم المدينة المقدسة.
وأشار - الدكتور زياد في مقاله - إلى أن سلوك وممارسات الاحتلال الصهيوني في القدس المحتلة، والأقصى الشريف - منذ سنين - تؤكد نية الاحتلال الإسرائيلي في فرض هيمنته على المسجد الأقصى ومعالمه الإسلامية بشتى الوسائل والسبل.
مستشهدًا بأن عمليات تهويد مدينة القدس، وتغيير أسماء الأماكن والشوارع والمعالم الإسلامية, والعبث المتعمد بمحيط الأقصى الشريف، علاوة على الإصرار على مواصلة الحفر تحته, وتكرار اقتحام باحات الأقصى بمنهجية وانتظام، كل ذلك يفضح النية المبيتة من قبل الاحتلال الإسرائيلي تجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى.
ويوضح الكاتب في مقاله أن إسرائيل المحتلة تستغل انشغال العالم العربي والإسلامي بقضاياه وملفاته الشائكة والمعقدة في تنفيذ مآربه وأطماعه في القدس والأقصى.
ويتوقع الكاتب أن تستغل إسرائيل بعض ردود الأفعال الداخلية والخارجية في مزيد من التصعيد والتسريع في عملية تهويد القدس والهيمنة على الأقصى.
ويدق الكاتب ناقوس الخطر خوفًا على المسجد الأقصى، ومقدسات المسلمين في فلسطين، من جراء ما أقدمت عليه إسرائيل، واصفًا إياه بأنه سابقة خطيرة تنذر بعواقب وخيمة إن لم تتم مواجهتها عربيًا وإسلاميًا بالشكل الذي ينبغي, مشيرًا إلى أن صلاة الجمعة لم تتوقف في المسجد الأقصى منذ عام 1969م؛ أي ما يقرب من 48 عامًا، بعد حرق المسجد الأقصى آنذاك.
ويرصد الكاتب التزامن بين غلق الأقصى ومنع المسلمين من أداء صلاة الجمعة، والأحداث الجسام التي تمر بالأمة، وتعصف بعواصمها التاريخية ومعالمها الحضارية, ذاكرًا بعض مشاهد الدمار والخراب الذي حل بمدينة الموصل ومئذنتها الحدباء، ومسجدها النوري الزنكي، صادمة حتى المنظمة الأممية التي وصفت ما حل بالمدينة بأنه فاق كل التوقعات, وقبلها كانت مشاهد دمار مدينة حلب، وحمص، وتهجير أهلهما أشد إيلامًا.
وأكد الكاتب أن غلق المسجد الأقصى، ومنع الصلاة فيه لا يقل بحال من الأحوال عن مشاهد الدمار التي ذكرها آنفًا، بل قد يفوقها؛ خاصة أنه يعد من أهم مقدسات المسلمين بعد الحرمين الشريفين.
ويذكر الكاتب أن كثيرًا من الشخصيات المعنية بالمسجد الأقصى قد حذروا من خطورة هذه الخطوة الصهيونية, فقد أوضح مدير المسجد الأقصى "عمر الكسواني" أن "هذا الإجراء هو الأخطر والأكبر منذ سنوات ضد المسجد الأقصى، ويعني فعليًا أن الاحتلال هو من سيتولّى المسئولية بالكامل عليه خلال الأيام المقبلة، وسيمنع إقامة الصلاة فيه، وهذا تعدٍّ وتصعيد لا يمكن القبول به".
كما ذكر الكاتب رأي الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك في تلك الواقعة؛ حيث اعتبرها مخططًا جديدًا تحاول سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" فرضه على المسجد الأقصى، والمدينة المقدسة، مؤكدًا أن الاحتلال سيحاول استغلال التوتّر السائد لفرض سياسة تصعيدية جديدة ضد المدينة والمسجد الأقصى.
وأشار الكاتب إلى توجيه الشيخ صبري نداءً عاجلًا لكافة الفلسطينيين والمقدسيين بالتحرّك العاجل نحو المسجد الأقصى والرباط فيه، والصلاة داخل باحاته، أو على الحواجز التي ينصبها الاحتلال، برغم القرار الذي صدر بمنع الصلاة بالمسجد الأقصى، داعيًا إلى ضرورة تحرّك سياسي ودبلوماسي فلسطيني وعربي وإسلامي عاجل، لوقف التصعيد "الإسرائيلي" ضد المسجد الأقصى المبارك.
وأكد الكاتب أن الفلسطينيين قد لبوا دعوة الشيخ صبري؛ لأنها واجب ديني، بالإضافة إلى أن تلبية الدعوة هي تعبير عن رفضهم وتحديهم قرار منع سلطات الاحتلال الصلاة داخل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
ويختتم الكاتب مقالته بدعوة الدول العربية والإسلامية إلى تحرك سريع؛ لوقف الصلف والتصعيد الصهوني غير المسبوق قبل فوات الأوان.
وأما عن رأيي فأظن أن أحوال الوطن العربي؛ وما يمر به من خلاف وفرقة وتشرذم وضعف ومحن ودمار، والذي لا أشك لحظة واحدة في أن إسرائيل شريك أساسي لما نحن فيه، أظن أنه أكبر فرصة لتحقيق مخططاتها ومآربها في طريق الوصول للحلم الأكبر؛ وهو دولة إسرائيل الكبرى.
وفي النهاية لن أقول كما قال نزار:
متى يعلنون وفاة العرب؟!
بل سأكون أكثر تفاؤلًا وأقول:
متى يعلنون ميلاد العرب؟!