مشترو الإعلانات غاضبون بسبب تلاعب شبكات القنوات التليفزيونية بتقارير نسب المشاهدة
خاص سياسي - جهاد السقا
طبقًا لتقرير صحيفة وال ستريت “Wall Street Journal” تتعمد بعض الشبكات التليفزيونية التلاعب ببعض الأرقام الخاصة بنسب المشاهدة لتحسين مركزهم في ترتيب نيلسين Nielsen ويعتبر ذلك خرقًا لقواعد الممارسة العامة لمجال الإعلام.
وما تفعله تلك الشبكات هو إخفاء البيانات الخاصة ببعض البرامج وعدم إدراجها في البيانات المستخدمة لإعداد التقارير عن نسب المشاهدة مما يؤثر بشكل إيجابي على مركز الشبكة في ترتيب نيلسين .. Nielsen وعلق إيد جافيني رئيس قسم البحث وتحليل الأسواق في شركة "جروب إم" الكائنة في الولايات المتحدة قائلًا: "هذا الأمر يحدث منذ زمن في تقارير نيلسين فيمكن للشبكات التلفزيونية استبعاد بعض البرامج من البيانات ولكن المشكلة هو أن الأمر أصبح يحدث مؤخرًا بشكل زائد عن الحد."
وصرح مشترو الميديا أن الأمر بمثابة روتين فمن الطبيعي أن تتلاعب الشبكات التليفزيونية بالبيانات لتحسين موقفها قليلًا، ولكن ذلك لم يكن يؤثر على أسعار الإعلانات، كما أن الأمر أشبه بسلاح ذي حدين حيث تعمل حاليًا المنصات الإلكترونية على إصدار تقارير مغلوطة عن نسب المشاهدة مما دفع وكالات الإعلانات إلى التعبير عن غضبهم بهذا الشأن.
وأشارت صحيفة "وال ستريت جورنال" أن شبكة قنوات NBC تستخدم هذا التكتيك بشكل مبالغ فيه مما جعل النسب الخاصة بالأخبار المسائية “Nightly News” تبدو أفضل من الحقيقة، وذلك بالامتناع عن إدراج أسابيع الإجازات والأوقات الأخرى التي تتصف دائمًا بانخفاض نسب المشاهدة في البيانات التي تستخدم لحساب معدل المشاهدة.. كما أن بعض الشبكات تتعمد إدراج اسم بعض البرامج بأخطاء في التهجئة حتى يكون من الصعب على الباحث على نظم نيلسينNielsen الوصول إلى بياناتها.
وجدير بالذكر أن مشتري الإعلانات والعاملين في المجال على دراية كاملة بهذا التكتيك، لذا فالأمر ينطلي على المستخدم من العامة فقط لكي يتيح للشبكات الادعاء بأن برنامجًا معينًا هو الأكثر مشاهدة وذلك بالتلاعب بالأرقام.. إلا أن ذلك يصعب الأمر على مشتري الإعلانات لأن تلك الخدعة لا تنطلي عليهم، فيصبح أمامهم حل واحد للوصول إلى المعلومات الحقيقية وهو تعقبها عن كثب.
وعامة فإن الأمر مدعاة للدهشة، لأن تلك الشبكات لديها الفرصة للتلاعب بالأرقام بشكل كبير بينما تتعرض مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وجوجل لمراقبة محكمة.. كما يظل التليفزيون الأداة الأقوى التي يستخدمها مشترو الإعلانات للضغط على الفيس بوك وجوجل وتويتر وسنابشات لتحسين دقة التقارير التي يصدرونها.
وقد تعرَّض "فيس بوك" العام الماضي لانتقادات قوية عندما كشف عن وجود خطأ في التقارير تسبب في جعل معدل الوقت الذي يقضيه المشاهد لمشاهدة مقاطع الفيديو على الموقع الإلكتروني يبدو أطول من الحقيقة، مع أن هذا الخطأ لم يكن له أي تأثير على الإعلانات المدفوعة على الفيس بوك.. كما تعمل كل المنصات الإلكترونية كتويتر وبينتريست على تبني مقاييس جديدة وتطبيق أدوات مختلفة للسماح لنيلين “Nielsen” بالتأكد من صحة البيانات.