أصداء "القمة العربية" على "السوشيال ميديا" .. تحت المجهر الإسرائيلي
خاص سياسي - أحمد سنبل
الاهتمام الإسرائيلي بـ "القمة العربية" لا يتوقف على الاحداث التى تشهدها القمة، ولا القرارات الصادرة عنها ولكن عن ردود أفعال الشارع العربي، على قادته ،خاصة وأن الأغلبية فى العالم العربي لا تعول كثيرا على اللقاءات والاجتماعات العربية.
وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على ردود الأفعال العربية عبر مواقع السوشيال ميديا، عن أبرز الأحداث التى شهدتها القمة العربية،حيث رصدت أعداد التغريدات على موقع "تويتر"، والصور والفيديوهات التى تم نشرها على "الفيس بوك".
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن أبرز الأحداث التى شهدتها القمة العربية، هى مغادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للقاعة الرئيسية للقمة العربية خلال إلقاء الأمير القطرى تميم بن حمد ال ثانى،لكلمته أمام القادة العرب.
وأوضحت الصحيفة تحت عنوان " ضجة فى السوشيال ميديا العربية بعد مغادرة السيسي خلال كلمة أمير قطر"، مشيرة إلى أن القمة كانت مليئة بالأحداث ولكن هذا الحدث كان الأكثر اهتماما من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى فى الوطن العربي.
وأشارت معاريف إلى أن عدد التغريدات على هاشتاج "#القمة_العربية" وصل إلى ما يقرب من 76 ألف تغريده فى يوم واحد، فضلا عن مئات الآلاف من التعليقات والبوستات على "الفيس بوك".
ومن خلال رصدها للتعليقات على أحداث القمة، ذكرت الصحيفة الإسرائيلية الناطقة بالعبرية، أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى قاموا بنشر صور وفيديوهات عبر هاشتاج #القمة_العربية لسقوط الرئيس اللبنانى ميشيل عون، وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد المكتوم، وصور لقادة اليمن والبحرين وجيبوتى خلال نعاسهم وهم جالسين فى الجلسة الرئيسية للقمة العربية.
واستمرت الصحيفة الإسرائيلية فى رصدها لتعليقات السوشيال ميديا على القمة العربية، مشيرة إلى أنه فى مصر والسعودية كان الاهتمام البالغ بهما هو خروج الرئيس السيسي من القاعة خلال القاء أمير قطر لكملته ، التى رفض فيها إعلان السلطات المصرية "جماعة الإخوان المسلمين " جماعة إرهابية ، وأوضحت الصحيفة أن ردود الأفعال لدى بعض النشطاء كانت بين مؤيد ومعارض لهذا التصرف فالبعض هاجم السيسي واصفين التصرف ب "الصبيانى " يضر بصورة مصر كدولة كبيرة ورائدة فى العالم العربي، ولكن عدد كبير من المغردين وخاصة فى مصر أعلنوا تأييدهم للرئيس السيسي واصفين الرئيس السيسي بـ "#نجم_القمة_العربية" حيث شهد هذا الهاشتاج ما لايقل عن 22 ألف تغريده.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهاشتاج الرائد فى قطر هو "حينما يغادر السيسي"، حيث شهد 7 الاف تغريده، وأشار نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى ، أن السيسي هرب من أمام الأسد، وأيضا "حضوره أو غيابه لن يضيف شيئا للقمة".
وتحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية تسليط الضوء على حالة الخلاف بين الدول العربية، فالجميع لم يهتم بالقرارات الناتجة عن القمة ، مقارنة بحجم التركيز على الكواليس التى شهدتها تلك القمة.
وشهدت القمة العربية الـ 28 مشاركة16 زعيماً عربياً، وأوفد خمسة زعماء ممثلين عنهم في القمة، ولم تشارك سوريا نظراً لتعليق عضويتها في الجامعة العربية منذ عام 2011، وتعتبر هذه القمة من أعلى المشاركات فى القمم العربية على مستوى القادة، حيث شهدت غياب السلطان قابوس كالعادة ، حيث أناب عنه نائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد، وشهدت أيضا مشاركة الرئيس السودانى عمر البشير الذى يعتبر من أكثر الزعماء مشاركة فى القمم العربية، رغم الدعوات المستمرة من المحكمة الجنائية الدولية بضرورة تسليمه.
وأكد البيان الختامى للقمة على ، دعم محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية لإنهاء عقود من الصراع إذا ضمنت قيام دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل، والوقوف مع الشعب الفلسطيني ودعم جهود تحقيق المصالحة الوطنية، ودعوة الدول إلى عدم نقل سفاراتها إلى القدس ورفض تحركات إسرائيل الأحادية، ودعم الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية بما يحفظ وحدتها، والتأكيد أنه لا حل عسكريا للأزمة، والتشديد على أهمية محادثات جنيف وأستانا لحل الأزمة.
بالإضافة إلى تثمين الإنجازات التي حققها الجيش العراقي في حربه ضد الإرهاب، وشدد البيان على أن أمن العراق ووحدة أراضيه ركن أساسي في استقرار المنطقة،و دعم الحكومة الشرعية اليمنية وتنفيذ القرار الدولي 2216 ،و دعم تحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا من خلال المصالحة، ودعم حوار ليبي-ليبي تدعمه الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة.
وأشار البيان الختامى للقمة العربية إلى التزام الدول العربية بمكافحة الإرهاب وإزالة أسبابه حماية للشعوب العربية، والتعبير عن قلق دول الجامعة من تنامي ظاهرة الإسلام فوبيا.
كما أدان البيان أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد مسلمي الروهينغيا في ميانمار، ومطالبة المجتمع الدولي بوقف الانتهاكات بحقهم، وأكد سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى،وضرورة التقدم نحو إقامة منطقة التجارة الحرة العربية، واستمرار التواصل من أجل العمل على تكريس قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان،والتأكيد على بناء علاقات حسن الجوار والتعاون مع دول الجوار العربي بما يضمن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية الإقليمية، ورفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وإدانة المحاولات الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية والمذهبية.