8 رسائل للرئيس السيسي للزعماء العرب فى القمة العربية بالاردن .. تعرف عليها

8 رسائل للرئيس السيسي للزعماء العرب فى القمة العربية بالاردن .. تعرف عليها
8 رسائل للرئيس السيسي للزعماء العرب فى القمة العربية بالاردن .. تعرف عليها

حمل خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، الأربعاء، خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية فى دورتها العادية الثامنة والعشرين والتى تعقد فى البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية، العديد من الرسائل الهامة، والتي توضح خطورة المرحلة التي تمُر بها المنطقة العربية حاليا، في ظل تغيُر الخريطة السياسية للشرق الأوسط، خاصة بعد ثورات الربيع العربين والأحداث السياسية التي مرت بها العديد من الدول بالمنطقة.


مساندة الأردن وتوجيه الشكر لمورتانيا
أعلن الرئيس خلال كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية فى دورتها العادية الثامنة والعشرين والتى تعقد فى البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية عن دعمه ومسانتده للأردن كما وجه الشكر لمورتنيا على جهودها خلال رئاستها للدورة السابقة من القمة العربية.

تحديات تهُدد تماسُك الدول العربية
كعادته، لم يغفل الرئيس السيسي التحديات والمخاطر، التي تهُدد وحدة وتماسك الدول العربية وسلامة أراضيها، حيث قال خلال كلمته بالأردن: « تنعقد قمتنا اليوم فى ظل تحديات جسيمة تواجه المنطقة بأسرها، تحديات تستهدف وحدة وتماسك الدول العربية، وتهدد مقدرات شعوبها ومصالحها العليا».

وأضاف: «تنعقد هذه القمة وتتطلع معها أنظار شعوبنا لموقف قوى يستعيد وحدة الصف العربى، للوقوف بحسم فى مواجهة الأخطار التى طرأت على منطقتنا خلال السنوات الماضية، فأضعفت الجسد العربى حتى بات يعانى من تمزقات عدة، وأصبح لزاما علينا أن نتصدى للتحديات التى نواجهها برؤية واضحة، وإصرار كامل على تعزيز أمننا القومى، والحفاظ على مستقبل الأجيال المقبلة من أبنائنا وبناتنا».

الإرهاب يُهدد العالم وتدخلات خارجية في شئون الدول
لم يخلو حديث الرئيس منذ أن أعتلى ُسدة الحكم، إلا وأن أطلق تحذيراته الخاصة بالإرهاب، ومخاطره علي المجتمعات والدول، دون استثناء، وقد صدقت توقعات الرئيس، وأصبح العالم مستهدفا الآن نتيجة الإرهاب.

وقال الرئيس في كلمته بالجلسة الافتتاحية بالبحر الميت: «أنه على مدار السنوات الماضية، تركزت التحديات الجديدة التى عصفت بوطننا العربى فى انتشار الإرهاب وتزايد خطورته، وفى إضعاف كيان الدولة الوطنية، بل فى تحدى فكرتها الأساسية كوطن جامع لأبنائه، وبوتقة تصهر الثقافات والطوائف والمذاهب المتعددة فى ولاء واحد لوطن واحد».

وأكمل: «رأينا ضياع الاستقرار عندما ضعفت المؤسسات الوطنية، وشهدنا انتشار الترويع للآمنين عندما حلت الصراعات الطائفية والمذهبية محل التعايش المشترك، وتزايدت التدخلات الخارجية فى شئون الدول ومصائر شعوبها، وسرعان ما استغل الإرهاب الآثم الفرصة ليملأ الفراغ، الذى نتج عن عدم قدرة مؤسسات الدول على القيام بدورها الأساسى فى حفظ الأمن وتطبيق القانون».

وأوضح الرئيس أنه لمن دواعى الأسف أن نرى بعض القوى تستغل الظروف غير المسبوقة التى تمر بها منطقتنا، لتعزيز نفوذها وبسط سيطرتها، فقامت تحت مسميات وتبريرات مختلفة، بالتدخل فى شئون الدول العربية، سواء من خلال التدخلات السياسية، أو العسكرية والأمنية، لا يعنيها فى سبيل تحقيق ذلك أن تتفكك مؤسسات هذه الدول، أو أن تتهدد وحدة أراضيها وسلامة شعوبها. 

وأكمل: «أقول لكم بكل الصراحة والصدق، إننا يجب علينا جميعا، اتخاذ موقف واضح وحاسم إزاء هذه التدخلات، موجهين رسالة قاطعة، بأننا لن نسمح لأى قوة كانت بالتدخل فى شئوننا، وأن كافة المحاولات التى تسعى للهيمنة المذهبية أو العقائدية، أو فرض مناطق نفوذ داخل أراضى الدول العربية، ستواجه بموقف عربى موحد وصارم، عازم على حماية مؤسسات الدولة الوطنية، وقادر على صيانة مقدرات الشعوب العربية، والوفاء بحقوقها فى العيش الكريم والتنمية».

سوريا .. الأمل الضائع
ولأن القضية السورية قضية هامة وإستراتيجية لمصر، وذلك لأن دمشق هي العمق الإستراتيجي للقاهرة، فكان لازما علي الرئيس السيسي ضرورة الحديث عن الأزمة السورية، ومعاناة شعبها، والذي يعيش في صراعات داخلية منذ أكثر من 6 سنوات.

وقال الرئيس: «لعل الحالة الأكثر وضوحا للأزمات التى تواجه منطقتنا، هى المأساة المتواصلة التى يعيشها الشعب السورى الشقيق والعزيز، والمعاناة الإنسانية الهائلة التى يعيش فيها، وهو يواجه التحديات الجسيمة فى تلبية تطلعاته المشروعة نحو الحرية والكرامة والعدل، فى الوقت الذى ينتشر فيه الإرهاب والاستقطاب الطائفى والمذهبى فى ربوع الدولة السورية، التى تشهد تدخلا خارجيا غير مسبوق فى شئونها ومقدرات شعبها».

وأكمل: «ورغم عمق المأساة، فإن الأسابيع الماضية قد شهدت تطورا إيجابيا، تمثل فى استئناف المفاوضات فى جنيف، بعد ما يقرب من عام على توقفها، فضلا عما تم التوصل إليه من اتفاق على جدول أعمال موضوعى، وبزوغ إمكانية للخروج من السجال العقيم حول القضايا الإجرائية، لمناقشة جوهر المشكلة وفرص تسويتها، على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وتابع قائلا: « ودعونى أؤكد فى هذا السياق، أن الحل السياسى للأزمة السورية، هو السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السورى، واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وتوفير الظروف المواتية لإعادة إعمارها وبنائها من جديد.. لقد ساهمت مصر، ولا تزال، فى مختلف الجهود الدولية التى تم بذلها لحل الأزمة السورية، انطلاقا من مسئوليتها التاريخية والقومية، وستظل مصر متمسكة بالحل السياسى التفاوضى، وبدعم المسار الذى تقوده الأمم المتحدة فى جنيف».

ليبيا.. الصراعات مستمرة والشعب يدفع الثمن
ليبيا هي الشغل الشاغل للقيادة السياسية في مصر، نظرا لأنها دولة جوار، وترتبط الدوليتن بالعديد من العلاقات المتنوعة، لكن الأحداث التي تلت ثورة 17 فبراير، يدفعها ثمنها الليبيون حاليا.

وتحدث الرئيس عن الأزمة الليبية حيث قال: «لا تزال الأزمة الليبية مستمرة لعامها السادس، ولا يخفى عليكم مدى اهتمام مصر وحرصها على استعادة الاستقرار فى هذه الدولة الشقيقة، التى تربطها بمصر علاقات جوار مباشر وصلات شعبية ضاربة فى أعماق التاريخ، ورغم توصل الأشقاء الليبيين إلى اتفاق سياسى فى الصخيرات فى عام 2015 لإنهاء الأزمة».

وأكمل: «إلا أن الخلاف لا يزال قائما حول سبل وآليات تنفيذه، وهو ما يعكس أهمية مواصلة العمل نحو تشجيع الأشقاء فى ليبيا، على إيجاد صيغة عملية لتنفيذ الاتفاق السياسى،والاستمرار فى مناقشة النقاط والموضوعات المحدودة العالقة، التى تحتاج إلى التوصل إلى توافق حولها بين الأطراف الليبية، ولن تدخر مصر جهدا فى سبيل دعم جهود التوصل إلى حل ليبى توافقى».

وتابع: «سنستمر فى التعاون مع دول جوار ليبيا ومختلف القوى الدولية والإقليمية،والأمم المتحدة والجامعة العربية، من أجل الدفع قدما بمسار التسوية السياسية بدون تدخل خارجى، حتى يتمكن الشعب الليبى الشقيق من استعادة أمنه واستقراره، ويقضى على الإرهاب والتطرف، ويحفظ وحدة الأراضى الليبية وسلامتها الإقليمية ويصون مقدراتها».

العراق ومواجهته لقوى الظلام
تحدث الرئيس خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة العربية فى دورتها العادية الثامنة والعشرين والتى تعقد فى البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية عن العراق بعد سنوات من التشتت حيث قال: «فإن العراق الشقيق يواجه بشجاعة الإرهاب وقوى الظلام،وأود أن أعرب فى هذه المناسبة عن دعمنا الكامل للعراق الشقيق فى حربه ضد التطرف، والتى قطع الشعب العراقى الباسل فيها أشواطا كبيرة نحو استعادة سلطة الدولة الوطنية، وبات قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن تحرير كل المناطق التى استولى عليها الإرهابيون».

وأوضح: «وترى مصر أن المعركة التى يخوضها العراق ضد داعش هى معركتنا جميعا، نحارب فيها من أجل هويتنا ومستقبل أبنائنا، وحقهم فى العيش فى وطن آمن ومستقر، يحتضن التنوع ويرفض التطرف، ويعلى قيم التسامح وقبول الآخر، وعلى قدر أهمية نجاح العراق الشقيق فى معركته ضد الإرهاب فى الموصل».

وأكمل: «فإن الجهود الدءوبة التى يشهدها حاليا لتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية بين مختلف مكونات الشعب،تعد أيضا ضرورية من أجل استعادة الدولة الوطنية، وستدعم مصر كل جهد لتحقيق هذين الهدفين، وترحب بكل خطوة تستعيد العلاقات الطبيعية بين العراق وسائر أشقائه العرب، بما يعيد لهذا البلد الشقيق والمحورى، دوره الطبيعى فى منظومة الأمن القومى العربى، والعمل العربى المشترك».

فلسطين .. القضية الأم
ولأن القضية الفلسطينةن هي القضية الأولي والأخيرة للرئيس، فقد أعطي لها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية كبرى خلال حديثه في الجلسه الافتتاحية للقمة العربية حيث قال: « تظل القضية الفلسطينية، قضيتنا الأولى والمركزية فى قلب وعقل كل عربى، وإنه لمن دواعى الأسف أن تستمر عصية عن الحل على مدار عدة عقود، ومع استمرار هذا الوضع الذى نرفضه جميعا، تتصاعد حدة ووتيرة الأزمات التى تعانى منها الدول العربية، والعالم بأسره».

وأضاف: «لقد سعت مصر، ولا تزال، إلى التوصل إلى حل شامل وعادل لتلك القضية، يستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقدمت كل نفيس وغال فى سبيل دعم الشعب الفلسطينى، وإنهاء الاحتلال والمعاناة التى يمر بها هذا الشعب الشقيق، من منطلق مسئولياتها تجاه القضية وتجاه أمتها العربية والإسلامية، كما تسعى جاهدة من خلال تواصلها مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية،لاستئناف المفاوضات الجادة الساعية إلى التوصل إلى حل عادل ومنصف، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وفق الأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها».

وأكد: «إن مصر تجدد التزامها الكامل بمواصلة السعى نحو التوصل إلى حل لتلك القضية، يستند إلى موقف الدول العربية الساعى لإرساء السلام فى تلك البقعة الغالية، انطلاقا من مبادرة السلام العربية، وبما يعزز من الاستقرار فى كافة أنحاء المنطقة والعالم، ويساهم فى بدء عملية تنمية حقيقية، تلبى طموحات الشعوب العربية وتطلعاتها لعيش حياة كريمة مزدهرة».

العمل العربي المشترك
وأشار الرئيس إلى أن مصر تؤمن بأن العمل العربى المشترك، هو أساس الحل لمختلف القضايا والأزمات التى تمر بها المنطقة العربية، ومن هذا المنطلق، سعت خلال العام الماضى باعتبارها الممثل العربى فى مجلس الأمن، إلى تنسيق المواقف بين الدول العربية، وتسليط الضوء على مختلف القضايا التى تهم المنطقة، ووضعها فى صدارة أولويات المجتمع الدولى.

كما أن استعادة الجسد العربى لعافيته، أصبح أمرا حتميا لمواجهة ما يهدد الأمة من مخاطر، وفى سبيل تحقيق ذلك، فإنه لا غنى عن مؤسسات العمل العربى المشترك، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، التى سعت منذ تأسيسها إلى تحقيق مصالح الدول العربية وشعوبها.

وفى هذا الإطار، تؤكد مصر دعمها الكامل لجهود الأمين العام، فى تطوير وإصلاح الجامعة العربية، تلك الجهود التى تهدف إلى استعادة التنسيق بين الدول الأعضاء، وتعزيز العمل العربى المشترك، بما يحافظ على وحدة صف الدول العربية، التى تتشارك معا فى ذات الأهداف والطموحات.