أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش.. لوم متبادل وتأخر الهجوم البري
المصدر: وكالات
مع تراجع زخم الحديث عن اجتياح بري لقطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي، بدأت الأمور تتحول باتجاه البحث عن مسؤول عن تأخير الهجوم البري، وما إذا كان قرار كهذا سيدخل حيز التنفيذ أم لا.
وفي ظل زيادة الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة عسكريين ومسؤولين سياسيين، يبدو أن اتخاذ قرار في الدائرة السياسية والأمنية المصغرة في إسرائيل أصبح صعباً بشأن بدء الهجوم البري.
فقد كشف مسؤولون في دوائر صنع القرار في إسرائيل، أن الحكومة تواجه صعوبة في الاتفاق على قرارات بشأن القضايا الرئيسية المتعلقة بالتعامل مع قطاع غزة، بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الاثنين.
وخلص تحليل مشترك للمحللين السياسيين الإسرائيليين ناحوم برنيع ورونان بيرغمان إلى أن نتنياهو غاضب من كبار مسؤولي الجيش، الذين أعلنوا تحمّل مسؤولية هجوم حركة حماس المباغت الذي أوقع ما لا يقل عن 1400 قتيل في الجانب الإسرائيلي بالإضافة إلى أسر العشرات.
كذلك أشار التحليل المشترك الذي نشرته "يديعوت أحرونوت"، إلى أن نتنياهو دخل أيضا في أزمة مع وزير دفاعه يوآف غالانت.
وبينما أفادت شبكة "سي إن إن"، الأسبوع الماضي، بوجود ضغوط أميركية تسببت في تأجيل الهجوم البري المزمع على قطاع غزة لإعطاء فرصة أمام تحرير مزيد من الرهائن، يعتقد برنيع وبيرغمان أن التأجيل له علاقة بغياب الخطط الإسرائيلية للتعامل مع القطاع، فضلا عن استماع رئيس الوزراء للجنرال المتقاعد إسحاق باريك، الذي نصح نتنياهو بالتفكير أكثر في مسألة الاجتياح البري وعدم الاستعجال.
كذلك قال برنيع وبيرغمان إن نتنياهو في حالة تخبط، ويمنع أعضاء حكومة الحرب من اتخاذ أي قرارات، وأضافا "اللاعبون الإضافيون في الحكومة الإسرائيلية مثل بيني غانتس وغادي إنزاكوت لا يملكون سوى بصمة محدودة على القرارات، وبموجب الاتفاق الذي وقعوه مع نتنياهو لدخول الحكومة، لا يمكن لهم أن يلتقوا مع مسؤولين خارج المناقشات الوزارية إلا بموافقة رئيس الوزراء".
وتحدث المحللان عن خلاف بين نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، وقالا إن رئيس الوزراء منع اتخاذ قرار بشأن عملية استباقية في الشمال ضد جماعة حزب الله اللبنانية على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ووزير الدفاع أوصيا بتنفيذ هذه العملية.
وأضاف المحللان "العلاقة بين نتنياهو ووزير الدفاع تجعل من الصعب عليهما جدا العمل معا واتخاذ قرار بموعد الحرب البرية".
في موازاة ذلك، قالت الصحيفة إن 3 وزراء على الأقل يفكرون في تقديم استقالاتهم من الحكومة بسبب رفض نتنياهو الإقرار بالذنب في فشل التصدي لهجوم حماس في 7 أكتوبر.
وكشفت أن هناك عاصفة داخل الحكومة حيث تزداد المطالبات لنتنياهو بإشارة علنية إلى دوره في السياسات والتحركات التي أدت إلى الفشل.
وأشارت إلى أن آخر استطلاع للرأي يظهر أن 75% من الإسرائيليين يحمّلون نتنياهو مسؤولية فشل حماية بلدات غلاف غزة، وأن أكثر من نصف ناخبي حزب الليكود يرون أن على نتنياهو الاستقالة بعد الحرب.
يشار إلى أنه بينما ينتظر الفلسطينيون بقلق الاجتياح البري المزمع لقطاع غزة من قبل إسرائيل، واصلت القوات الإسرائيلية قصف القطاع المكتظ بالسكان ليرتفع عدد القتلى إلى 5087 في الأسبوع الثالث للهجمات.