مقال بقلم د/ ياسر حسان: دروس مستفادة من الانتخابات الألمانية الأخيرة
خاص سياسي
نتائج الانتخابات الألمانية لابد أن تكون محل متابعة كل مصري مهتم بالسياسة؛ لأنها درس عملي لقضية خلافية بين فريقين، وأنا شخصياً واقع في هذا الخلاف.
الفريق الأول يري أن النظام الرئاسي هو الأفضل لأنه يجنب الدول المشاكل السياسية عند عدم حصول حزب على الأغلبية في الحكم.. وجانب آخر يرى أن النظام البرلماني أفضل لأن الأنظمة الرئاسية تحولت إلى ديكتاتوريات وبالذات في العالم العربي.
الوضع في ألمانيا الآن أحد أصعب مشاكل النظام البرلماني وهو درس وتجربة يجب النظر إليها والتعلم منها.
الحزب الحاكم الحالي -وهو الاتحاد المسيحي الديموقراطي ويرأسه حاليا أرمين لاشيت- حصل علي 24.1%، ومنافسه الحزب الاشتراكي الديمقراطي برئاسة أولاف شولتز حصل علي 25.7%، فارق بسيط لا يعطي لكليهما أغلبية ولابد من تشكيل ائتلاف ثلاثي يضم حزب الخضر الذي حصل علي أقل من 15% وهي نتيجة مخيبة للآمال من وجهة نظر الحزب رغم أنها الأكبر في تاريخه.
المشكلة هي أن أولاف شولتز يرى نفسه الأحق برئاسة الحكومة على أساس أنه الحزب الحاصل على أعلى الأصوات، بينما يري أرمين لاشيت أنه الأحق لأن هناك تحالف تاريخي مع حزب الخضر ومن دونهما من المستحيل تشكيل حكومة وهما مع بعضهما يشكلان ثلثي النسبة اللازمة لتشكيل الحكومة.
وحتى يتفق الفريقان على حل هذه المشكلة السياسية الكبيرة سوف تظل أقوى امرأة في العالم أنجيلا ميريكل في منصبها ربما إلى شهر ديسمبر القادم، ونظل نحن نراقب ونتعلم من الديمقراطيات العتيدة كيف تجتاز الصعاب وتضع مصلحة الوطن والشعب فوق مشاكلها السياسية ونتائج انتخاباتها.