"الوضع يخرج عن السيطرة".. أوروبا تعاني في مواجهة كورونا
قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن بلادها تقترب من فقدان السيطرة على معركتها ضد فيروس كورونا .
تصريحات ميركل جاءت خلال اجتماع مع زملائها من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي حيث أخبرت الحاضرين أن الأشهر المقبلة صعبة للغاية لمواجهة انتشار الفيروس.
وتأتي تصريحات ميركل في وقت أعادت فيه دول أوروبية فرض قيود جديدة في مسعى لوقف انتشار الفيروس، بعد تسجيل أعداد قياسية من الإصابات، التي ما زالت ترتفع.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء تدهور الوضع الصحي في أوروبا، وقال الدكتور مايك رايان المختص بحالات الطوارئ في المنظمة إن ذلك يعود إلى ضعف القدرة على احتواء الفيروس وتتبع المصابين والمخالطين.
ويترافق ذلك مع تحذير عدة مسؤولين في أوروبا من نقص أسرة المستشفيات وسط ارتفاع أعداد الإصابات، وتجاوز عدد الوفيات 250 ألفا في أوروبا و 1.1 مليون في العالم.
وأصبحت إيطاليا، التي فرضت حظر تجول جديد وأغلقت الصالات الرياضية والمسابح ودور السينما، أحدث دولة تشهد مظاهرات غاضبة احتجاجا على إجراءات مكافحة كورونا.
كما خرجت تظاهرات في تورينو وميلانو وتريست في الشمال وروما ونابولي وكاتانيا في الجنوب، وحدثت مواجهات بين المحتجين والشرطة في روما ونابولي بنهاية الأسبوع الماضي، في وقت تعهدت فيه حكومة جوزيبي كونتي بدعم الشركات المتضررة.
وفي فرنسا قال رئيس المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة جان فرانسوا دلفريسي إن العدد الحقيقي للإصابات في البلاد ربما كان ضعف الرقم الرسمي.
الارتفاع في أعداد الإصابات دفع فرنسا لإعلان حالة الطوارئ هذا الشهر وفرض قيود أكثر صرامة منذ سبتمبر الماضي، وقال الدكتور إريك كاومس من مستشفى بيتي سالبيترير في باريس إن البلاد بحاجة إلى الإغلاق مرة أخرى والفيروس خرج عن السيطرة.
وأصبحت إسبانيا أول دولة تسجل أكثر من مليون حالة إصابة، وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إن البلاد تواجه وضعا بالغ الصعوبة، وأعلن حالة طوارئ جديدة يوم الأحد الماضي، مع فرض حظر للتجول في بعض الأوقات والمناطق.
وتم إخبار البلجيكيين بأن الأسبوع الحالي هام للغاية للحد من انتشار فيروس كورونا، ودخلت سلسلة من القيود الجديدة حيز التنفيذ في واحدة من أكثر الدول الأوروبية تضررا من الوباء.
وقال مسؤولون بلجيكيون إن أسرة المستشفيات قد تصبح مليئة بالمصابين في غضون 15 يوما، حيث يتم إدخال 467 شخصا في المتوسط كل يوم، بزيادة قدرها 85٪ عن السابق.
ومن بين 5000 مصاب جديد في بلجيكا، يوجد أكثر من 750 منهم في العناية المركزة وقال إيف فان ليثيم المتحدث باسم مركز الأزمات الخاص بكورونا إنه من المحتمل أن يصل عدد الحالات إلى 2000 في العناية المركزة في غضون أسبوعين، وهذه هي القدرة القصوى للمستشفيات.
وفي النرويج أعلنت رئيسة الوزراء إيرنا سولبرغ عن إجراءات جديدة لمكافحة فيروس كورونا بعد الارتفاع الأخير في عدد الإصابات، بما في ذلك فرض قواعد أكثر صرامة بشأن التجمعات الخاصة والتباعد الاجتماعي.
والسيناريو مشابه خارج أوروبا في العديد من البلدان مثل إيران والمكسيك، حيث التحذيرات من عدم قدرة المستشفيات على الاستيعاب.
وأقرت السلطات الصحية المكسيكية يوم الأحد الماضي بأن العدد الحقيقي للوفيات في البلاد بسبب كورونا أعلى بكثير مما كان يعتقد، قائلة إن هناك أكثر من 193 ألف حالة وفاة إضافية حتى تاريخ 26 سبتمبر الماضي.
وفي روسيا ارتفع عدد الإصابات اليومية إلى مستوى قياسي بلغ 17347 يوم أمس الإثنين، حيث قال الكرملين إن الوباء بدأ يتسبب في خسائر أكبر خارج العاصمة موسكو.
وتقول السلطات إن روسيا لديها ما يكفي من أسرة المستشفيات والأدوية لمواجهة الموجة الثانية من كورونا، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال إن هناك حاجة لجهود أكثر للتعامل مع أعداد الحالات المتزايدة.