الانتخابات الأمريكية

كلاكيت تاني مرة .. الأمريكيون بالكمامات خلال الانتخابات الرئاسية خوفا من وباء قاتل

مع ترقب انتخابات الثالث من نوفمبر التي يتنافس فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع منافسه الديمقراطي جو بايدن، فإنها ليست المرة الأولى التي يتجه فيها مواطنو أميركا إلى صناديق الاقتراع وسط جائحة أثارت الرعب في العالم.


فوفقا لموقع "هستوري" فإن الأمريكيين شاركوا في انتخابات العام 1918 الخاصة بالتجديد النصفي للكونغرس وسط انتشار وباء قاتل، الذي عرف باسم الإنفلونز الإسبانية، وحصد أرواح نحو 50 مليون شخص في العالم بحسب بعض التقديرات، علما أن عدد سكان المعمورة في ذاك الوقت لم يتجاوز ملياري نسمة.

وجرت تلك الانتخابات في عهد الرئيس الديمقراطي، وودرو ويلسون، وأفضت على فوز كبير للجمهوريين انتهى بسيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ لأول مرة منذ العام 1908.

وشارك في تلك الانتخابات التي شكلت ضربة لويلسون وسياسته الخارجية 40 بالمئة من الناخبين، بينما شارك في الانتخابات النصفية السابقة نحو 50 بالمئة ممن يحق لهم التصويت، ولم يكن للنساء والسود حق التصويت في تلك الأيام.

ومن اللافت أن بعض الولايات اتبعت إجراءات الوقاية التي نصحت بها منظمة الصحة العالمية للوقاية من جائحة كورونا التي تسود العالم هذه الأيام، ومن تلك الإجراءات ضرورة ارتداء الكمامات الواقية والالتزام بسياسة التباعد الاجتماعي.

كما أن بعض الولايات، أقدمت على حظر التجمعات العامة وإغلاق المدارس والكنائس والمسارح والحانات وغيرها من الأماكن التي يلتقي فيها الناس عادةً في مجموعات.

بسبب  الحظر الواسع النطاق، لم يتمكن العديد من المرشحين في الانتخابات النصفية لعام 1918 القيام بحملاتهم بالطريقة المعتادة.

فقد منع العديد منهم  من تنظيم التجمعات أو الأحداث الخطابية، وجرى إجبارهم على الاعتماد على أشكال اتصال أقل مباشرة، بما في ذلك البحث عن تغطية صحفية أو إرسال مطبوعات الحملة عبر البريد.

ووصل الاستياء من تلك الإجراءات إلى  أن بعض المرشحين اتهموا مسؤولي الصحة العامة بمحاولة التأثير على الانتخابات من خلال الحد من نسبة المشاركة.

فبعد أن ألغت السلطات المحلية خطابا مقررا للديمقراطي ألفريد إي. سميث في في هافرستر بنيويورك جراء مخاوف بشأن الأنفلونزا ، أعرب أحد قادة الحزب الديمقراطي عن غضبه، وقال ل لصحيفة نيويورك تايمز بشأن "الحجر الصحي الجمهوري يستهدف خطابات الحملات الديمقراطية".

عندما كانت الأنفلونزا تتضاءل بشكل عام في الجزء الشرقي من البلاد ، كانت تتصاعد في الغرب. في ساكرامنتو بولاية كاليفورنيا ، تعذر فتح بعض مواقع الاقتراع ، وفقًا لصحيفة" Sacramento Bee ، لأنه "لم يكن هناك عدد كافٍ من المواطنين الذين يتمتعون بصحة جيدة".

ففي سان فرانسيسكو ، أصدر مسؤولو الصحة أمرًا في أواخر أكتوبر  يقضي بارتداء أقنعة الوجه أثناء التواجد في الأماكن العامة أو ضمن مجموعة تتألف من شخصين أو أكثر.

وطُلب من جميع العاملين في الاقتراع والناخبين ارتداء أقنعة يوم الانتخابات ، مما دفع صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل إلى تسميتها "أول اقتراع مقنع معروف على الإطلاق في تاريخ أميركا".