السلام بين إسرائيل والسودان قد يختلف عن معاهدة الإمارات
ويمهد هذا الاتفاق الطريق نحو إقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفمبر المقبل، وفق تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست".
ويبرز اسم السودان دائما في قائمة الدول العربية المرشحة للتطبيع مع إسرائيل، على غرار الإمارات والبحرين اللتان وقعتا اتفاقيات مع إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية كاملة.
ومنذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توصل إسرائيل والإمارات لاتفاق مشترك يحمل اسم "إبراهيم"، نتج عن ذلك بالفعل اتفاقيات بشأن الرحلات الجوية اليومية، والتبادل الأكاديمي، والعلاقات التجارية، وفرص الاستثمار في الاتجاهين، إضافة إلى البرامج الثقافية والفنية.
وخلقت هذه العوامل شعورا بأن معاهدة السلام الإماراتية تختلف كليا على تلك مع مصر والأردن، لأن المعاهدة الجديدة لا تترسخ فقط بين الطبقة الحاكمة، ولكن أيضا بين قطاع الأعمال والشعبين.
قال رئيس الوزراء بنيامين ناتنياهو في مطار بن غوريون، الثلاثاء، في استقباله أول وفد وزاري رسمي من دولة الإمارات، إن "الحماس لاتفاق السلام هذا بين شعوبنا هائل. إنه حقيقي وعميق".
وقعت إسرائيل والإمارات اتفاقية إعفاء مواطنيهما من تأشيرة الدخول للبلدين، وهي الاتفاقية الأولى من نوعها بين إسرائيل ودولة عربية.
وفقا للتقرير، فإن أحد الأسباب الرئيسية وراء بقاء سلام إسرائيل مع مصر والأردن باردا للغاية على مدى عقود، هو أن هذه الاتفاقات كانت إلى حد كبير موقعة من قبل قادة ظلوا على المستويات الحكومية والأمنية فقط، حيث لم تفعل الحكومتان المصرية والأردنية أي شيء للترويج لفكرة السلام مع إسرائيل بين شعوبهما.
لكن الإمارات تتخذ موقفا مختلفا، بعد تشجيعها للسياحة والأعمال والاتصال بين الأفراد، حيث تظهر الرغبة الإماراتية الاستعداد لاحتضان إسرائيل.
في المقابل، يرى التقرير بأن العلاقات بين إسرائيل والسودان حتى لو أقيمت لن تكون بذات الدفء التي هي عليه مع الإمارات.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل كانت دائما الخصم الأول للسودانيين في العالم العربي منذ عقود، إذ تجلت في تصريحات الرئيس السابق عمر البشير عام 2013 عندما قال إن بلاده لن تطبع العلاقات مع "العدو الصهيوني" على حد وصفه.
كانت ثورة شعبية في السودان أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير الذي حكم البلاد لثلاثة عقود، إذ يحكم الخرطوم حاليا مجلس مشترك من عسكريين ومدنيين برئاسة عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك.
وسبق للبرهان أن التقى مطلع العام الجاري برئيس الوزراء الإسرائيلي ناتنياهو في أوغندا، إذ أدى هذا اللقاء لاحتجاجات شعبية في البلاد.
وقال التقرير إن هناك تناقضا بين معاهدة السلام الإماراتية مع إسرائيل وتلك التي من المرجح أن توقع مع السودان، كون الأولى تحظى بقبول شعبي، بينما الثانية سيظل على المستوى الحكومي والأمني فقط.
ويدعم البرهان العلاقات مع إسرائيل، وهو مدعوم بقوة من الإمارات والسعودية، إلا أن حمدوك يظهر تحفظا أكثر، حتى لا يستخدم الإسلاميون العلاقات لعرقلة المصالحة الوطنية.